الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3866 - "الحياء والعي شعبتان من الإيمان؛ والبذاء والبيان شعبتان من النفاق" ؛ (حم ت ك)؛ عن أبي أمامة ؛ (صح) .

التالي السابق


(الحياء والعي) ؛ أي: سكون اللسان؛ تحرزا عن الوقوع في البهتان؛ لا عي القلب؛ ولا عي العمل؛ ولا عي اللسان لخلل؛ (شعبتان من) ؛ شعب؛ (الإيمان) ؛ أي: أثران من آثاره؛ بمعنى أن المؤمن يحمله الإيمان على الحياء؛ فيترك القبائح حياء من الله ؛ ويمنعه من الاجتراء على الكلام؛ شفقا من عثر اللسان؛ والوقيعة في البهتان؛ (والبذاء) ؛ هو ضد الحياء؛ وقيل: فحش الكلام؛ (والبيان) ؛ أي: فصاحة اللسان؛ والمراد به هنا ما يكون فيه إثم من الفصاحة؛ كهجو؛ أو مدح بغير حق؛ (شعبتان من النفاق) ؛ بمعنى أنهما خصلتان منشؤهما النفاق؛ والبيان المذكور هو التعمق في النطق؛ والتفاصح؛ وإظهار التقدم فيه على الغير تيها وعجبا؛ كما تقرر؛ قال القاضي : لما كان الإيمان باعثا على الحياء والتحفظ في الكلام والاحتياط فيه؛ عد من الإيمان؛ وما يخالفهما من النفاق؛ وعليه فالمراد بالعي: ما يكون بسبب التأمل في المقال؛ والتحرز عن الوبال؛ لا لخلل في اللسان؛ والبيان ما يكون بسببه الاجتراء وعدم المبالاة بالطغيان والتحرز عن الزور والبهتان؛ وقال الطيبي : إنما قوبل العي في الكلام مطلقا بالبيان الذي هو التعمق في النطق؛ والتفاصح؛ وإظهار التقدم فيه على الناس؛ مبالغة لذم البيان؛ وأن هذه القضية غير مضرة بالإيمان مضرة ذلك البيان.

(حم ت ك؛ عن أبي أمامة ) ؛ قال الترمذي : حسن؛ وقال الحافظ العراقي في أماليه: حديث حسن؛ وقال الذهبي : صحيح.




الخدمات العلمية