الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6069 [ ص: 427 ] 8 - باب: قول الله تعالى: إن وعد الله حق إلى قوله أصحاب السعير [فاطر: 5 - 6]

                                                                                                                                                                                                                              جمعه: سعر، قال مجاهد: الغرور [فاطر: 5] الشيطان.

                                                                                                                                                                                                                              6433 - حدثنا سعد بن حفص، حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم القرشي قال: أخبرني معاذ بن عبد الرحمن، أن ابن أبان أخبره قال: أتيت عثمان بطهور وهو جالس على المقاعد، فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء ثم قال: "من توضأ مثل هذا الوضوء، ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس، غفر له ما تقدم من ذنبه". قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تغتروا". [انظر: 159 - مسلم: 226 ، 232 - فتح: 11 \ 250].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق حديث معاذ بن عبد الرحمن، أن ابن أبان أخبره قال: أتيت عثمان - رضي الله عنه - بطهور وهو جالس على المقاعد، فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ وهو في هذا المجلس يتوضأ فأحسن الوضوء ثم قال: "من توضأ مثل هذا الوضوء، ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس، غفر له ما تقدم من ذنبه". قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تغتروا".

                                                                                                                                                                                                                              كذا هو في الأصول:

                                                                                                                                                                                                                              أن ابن أبان، وكذا عزي إلى رواية أبي زيد.

                                                                                                                                                                                                                              وفي نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد: أن أبان أخبره. بسقوط أبي، والصواب الأول.

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية ابن السكن: أن حمران بن أبان أخبره قال: أتيت عثمان.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 428 ] قال أبو علي: والحديث محفوظ لحمران بن أبان، عن عثمان من طرق كثيرة لا لأبان.

                                                                                                                                                                                                                              إذا تقرر ذلك; فقد نهى الله عباده عن الاغترار بالحياة الدنيا وزخرفها الفاني، وعن الاغترار بالشيطان، وبين لنا عداوته; لئلا نلتفت إلى تسويله وتزيينه لنا الشهوات المردية، وحذرنا تعالى طاعته، وأخبر أن أتباعه وحزبه من أصحاب السعير، أي: النار، فحق على المؤمن العاقل أن يحذر ما حذره منه ربه تعالى ونبيه، وأن يكون مشفقا خائفا وجلا، إن واقع ذنبا أسرع الندم عليه، والتوبة منه، وعزم أن لا يعود لمثله، وإذا أتى حسنة استقلها، واستصغر عمله، ولم يدل بها.

                                                                                                                                                                                                                              ألا ترى قول عثمان - رضي الله عنه -: "ثم أتى المسجد." إلى آخره؟ وهذا لا يكون (إلا) من قوله - عليه السلام -، ثم أتبع ذلك بقوله: "لا تغتروا"، وأفهمهم عثمان من ذلك: أن المؤمن ينبغي له أن لا يتكل على عمله، ويستشعر الحذر، والإشفاق، ويتجنب الاغترار، وقد قال غير مجاهد في تفسير الغرور : هو أن يغتر بالله، فيعمل المعصية، ويتمنى المغفرة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية