الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6165 [ ص: 45 ] 46 - باب: إن زلزلة الساعة شيء عظيم [الحج: 1]

                                                                                                                                                                                                                              أزفت الآزفة [النجم: 57] اقتربت الساعة [القمر: 1].

                                                                                                                                                                                                                              6530 - حدثني يوسف بن موسى، حدثنا جرير، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله يا آدم. فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك. قال يقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد". فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله أينا الرجل؟ قال: "أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم رجل -ثم قال- والذي نفسي في يده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة". قال فحمدنا الله وكبرنا، ثم قال: "والذي نفسي في يده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو الرقمة في ذراع الحمار". [انظر: 3348 - مسلم: 222 - فتح: 11 \ 388].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -قال: "يقول الله يا آدم " الحديث بطوله، وقد سلف. قال علقمة : زلزلة الساعة : قبل القيامة، وحديث الباب: "أخرج بعث النار. فذلك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها".

                                                                                                                                                                                                                              و سكارى أي: من العذاب والخوف وما هم بسكارى : من الشراب.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("فذلك حين يشيب الصغير") إلى آخره. قال الداودي : هذا كقوله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره [الزلزلة: 7] [ ص: 46 ] وما فوقها داخل في حكمها، وأوكد منها، وكذلك شيب الكبير، وتضع الحوامل فيصير السقط رجلا، فولدان المسلمين يشفعون لآبائهم ، والله أعلم بما يصنع ببني الكفار.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: المختار أنهم في الجنة، واحتج بهذه الآية من يرى أن المفقود يسمى شيئا، وهو معهود خلافا للأشعرية ، وانفصلوا بأن التقدير إن زلزلة الساعة إذا حضرت أو وجدت شيء عظيم.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("شطر أهل الجنة") أي: نصفها.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("أو كرقمة في ذراع حمار") قال الجوهري : الرقمتان: هنتان في قوائم الشاة متقابلتان كالظفرين، ورقمتا الحمار والفرس اللتان بباطن أعضادهما. وقال الداودي : الرقمة في ذراع الحمار: الشيء المستدير الذي لا شعر فيه، وسميت بذلك; لأنها كالرقم.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية