6691 [ ص: 378 ] 19 - باب: إذا أنزل الله بقوم عذابا

7108 - حدثنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ، ثم بعثوا على أعمالهم " . [مسلم : 2879 - فتح: 13 \ 60 ] .

التالي السابق

الشرح

ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - يَقُوُلُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " إِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ " .

هَذَا الْحَدِيثُ (مِثْلُ ) حَدِيثِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - (السَّالِفِ ) : أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟! فَيَكُونُ إِهْلَاكُ جَمِيعِ النَّاسِ عِنْدَ ظُهُورِ الْمُنْكَرِ وَالْإِعْلَانِ بِالْمَعَاصِي .

وَدَلَّ قَوْلُهُ : "بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ " . أَنَّ ذَلِكَ الْهَلَاكَ الْعَامَّ يَكُونُ طُهْرَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَنِقْمَةً لِلْفَاسِقِينَ ، قَالَ الدَّاوُدِيُّ : يَعْنِي بِهِ الْأُمَمَ الَّتِي تُعَذَّبُ عَلَى الْكُفْرِ ، فَيَكُونُ فِيهِمْ أَهْلُ أَسْوَاقِهِمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ يُصَابُ جَمِيعُهُمْ بِآجَالِهِمْ ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ . وَيُقَالُ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَذَابَ أُمَّةٍ (أَعْقَمَ ) نِسَاءَهُمْ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يُصَابُوا لِئَلَّا يُصَابَ الْوِلْدَانُ الَّذِينَ لَمْ يَجْرِ عَلَيْهِمُ الْقَلَمُ ، وَقِيلَ : يَكُونُونَ عَلَى هَيْئَتِهِمْ ، فَإِذَا أَصَابَهُمُ الْعَذَابُ أُخِذَ الْكَفَّارُ بِكُفْرِهِمْ ، وَبُعِثَ كُلُّ عَامِلٍ عَلَى عَمَلِهِ .

ذكر فيه حديث حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ، ثم بعثوا على أعمالهم " .

هذا الحديث (مثل ) حديث زينب بنت جحش - رضي الله عنها - (السالف ) : أنهلك وفينا الصالحون ؟! فيكون إهلاك جميع الناس عند ظهور المنكر والإعلان بالمعاصي .

ودل قوله : "بعثوا على أعمالهم " . أن ذلك الهلاك العام يكون طهرة للمؤمنين ونقمة للفاسقين ، قال الداودي : يعني به الأمم التي تعذب على الكفر ، فيكون فيهم أهل أسواقهم ومن ليس منهم يصاب جميعهم بآجالهم ، ثم يبعثون على أعمالهم . ويقال : إذا أراد الله عذاب أمة (أعقم ) نساءهم خمس عشرة سنة قبل أن يصابوا لئلا يصاب الولدان الذين لم يجر عليهم القلم ، وقيل : يكونون على هيئتهم ، فإذا أصابهم العذاب أخذ الكفار بكفرهم ، وبعث كل عامل على عمله .