الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6935 [ ص: 167 ] 28 - باب: قول الله - عز وجل - : وشاورهم في الأمر [ آل عمران: 159 ]

                                                                                                                                                                                                                              وأن المشاورة قبل العزم والتبين، لقوله - عز وجل - : فإذا عزمت فتوكل على الله [ آل عمران: 159 ] فإذا عزم الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن لبشر التقدم على الله ورسوله، وشاور النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه يوم أحد في المقام والخروج، فرأوا له الخروج، فلما لبس لأمته وعزم قالوا له: أقم. فلم يمل إليهم بعد العزم وقال: " لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته فيضعها حتى يحكم الله ". وشاور عليا وأسامة - رضي الله عنهما - فيما رمى به أهل الإفك عائشة - رضي الله عنها - فسمع منهما، حتى نزل القرآن فجلد الرامين، ولم يلتفت إلى تنازعهم ولكن حكم بما أمره الله. وكانت الأئمة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ورأى أبو بكر - رضي الله عنه - قتال من منع الزكاة فقال عمر - رضي الله عنه - : كيف تقاتل وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فإذا قالوا: لا إله إلا الله. عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله؟!. فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : والله لأقاتلن من فرق بين ما جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم تابعه بعد عمر [ انظر: 1399 ] فلم يلتفت أبو بكر - رضي الله عنه - إلى مشورة إذ كان عنده حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة وأرادوا تبديل الدين [ ص: 168 ] وأحكامه. قال - عليه السلام - : " من بدل دينه فاقتلوه ". [ انظر: 3017 ] وكان القراء أصحاب مشورة عمر - رضي الله عنه - كهولا كانوا أو شبانا، وكان وقافا عند كتاب الله. [ انظر: 4642 ]

                                                                                                                                                                                                                              7369 - حدثنا الأويسي، حدثنا إبراهيم، عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني عروة وابن المسيب وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله، عن عائشة - رضي الله عنها - حين قال لها أهل الإفك - قالت: ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يسألهما، وهو يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة فأشار بالذي يعلم من براءة أهله، وأما علي فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك. فقال: " هل رأيت من شيء يريبك؟ ". قالت: ما رأيت أمرا أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله. فقام على المنبر فقال: " يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي؟ والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ". فذكر براءة عائشة. وقال أبو أسامة، عن هشام. [ انظر: 2593 - مسلم: 2770 - فتح: 13 \ 339 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية