الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              811 847 - حدثنا عبد الله، سمع يزيد قال: أخبرنا حميد، عن أنس قال: أخر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة ذات ليلة إلى شطر الليل ثم خرج علينا، فلما صلى أقبل علينا بوجهه فقال: " إن الناس قد صلوا ورقدوا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة". [انظر: 572 - مسلم: 640 - فتح: 2 \ 334]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه أحاديث:

                                                                                                                                                                                                                              أحدها:

                                                                                                                                                                                                                              حديث جرير بن حازم عن أبي رجاء عمران بن ملحان، عن سمرة بن جندب، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه.

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث أخرجه البخاري أيضا في الجنائز، والبيوع، وبدء [ ص: 309 ] الخلق، والجهاد، والأدب، وصلاة الليل ، وأخرجه مسلم أيضا وفيه: إذا صلى الصبح . ولأبي نعيم والإسماعيلي: الغداة.

                                                                                                                                                                                                                              و (جرير) هذا ثقة، ولما اختلط حجبه ولده. وقال ابن التين: هو ثقة، لكنه قيل: يغلط. والبخاري لا يدخل ما غلط فيه، وذكره البخاري أيضا في باب: ما قيل في أولاد المشركين. وفي بعض النسخ: لما ذكر أولاد المشركين. قال: (باب). ولم يترجم له، ثم ساق بالسند المذكور الحديث، وفيه: فقال: "من رأى منكم الليلة رؤيا؟ " وذكر رؤياه بطولها، ولم يذكر ما ترجم له وهو: أولاد المشركين. وكأنه أحال على أنه في الحديث الذي ذكره في كتاب التعبير على ما هو عادته ، وهو قال على استحباب إقبال الإمام بعد صلاته على أصحابه، وقد أسلفنا الخلاف في كيفيته.

                                                                                                                                                                                                                              قال المهلب: وهو عوض من قيامه من مصلاه؛ لأن قيامه إنما هو ليعرف الناس بفراغ الصلاة ، وقد قال مالك، في إمام مسجد القبائل والجماعات: لا بد أن يقوم من موضعه ولا يقوم في داره وسفره إلا أن يشاء -قال ابن خربوذ: من غير أن يستقبل القبلة- وفي بقاء الإمام في موضعه تخليط على الداخلين، وأن موضع الإمام موضع حظه وولائه،

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 310 ] فإذا قضى صلاته زال منه، وفيه ضرب من الرياء فإنه يجب أن يعلم الناس أنه الإمام. ذكره ابن التين. وكان علي إذا صلى استقبل القوم بوجهه ، وكان النخعي إذا سلم انحرف واستقبل القوم ، وفي طريقه الآخر إباحة الكلام في العلم وغيره، وكان يسألهم عن الرؤيا لما كانوا عليه من الصلاح والصدق فيحصل به الاطلاع على المغيبات، وفيه: اهتمام بالرؤيا والتشوق إلى فوائدها، وأن تعبيرها إنما يكون على ذي ود.

                                                                                                                                                                                                                              ولنتكلم على ألفاظ وقعت في هذه الرؤيا المطولة؛ لتخف علينا المؤنة عند الوصول إلى موضعها -إن شاء الله وقدره- ومسارعة إلى الخيرات.

                                                                                                                                                                                                                              فقوله: "من رأى منكم الليلة رؤيا؟ " كذا هنا، وفي مسلم "البارحة" بدل "الليلة" والمراد به: الليلة الذاهبة، اسم فاعل من برح الشيء إذا ذهب، ومنه قولهم: برح الخفاء، أي: ذهب، وإذا دخل حرف النفي على (برح) صار من أخوات (كان) التي ترفع الاسم وتنصب الخبر، وصوب ابن الجوزي ما في البخاري، وذاك من تغيير الرواة للرواية بالمعنى، وغلط من سوى بينهما.

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو منصور اللغوي: من الغلط أن تقول فيما بين صلاة الفجر إلى الظهر: فعلت البارحة كذا، والصواب أن تقول: فعلت الليلة كذا، إلى الظهر، وتقول بعد ذلك: فعلت البارحة إلى آخر اليوم.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: لعله من باب المجاز، والحقيقة ما ذكر.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 311 ] واستدل به بعضهم على أن ما بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس من الليل، ولا يصح لأنه إنما أشار إلى الليلة الماضية لا إلى الساعة الحاضرة، بدليل رواية: "البارحة" ومعناها: الماضية باتفاق، ولما كانت قرينة الانصرام أشار إليها، واكتفي بذكر الليلة عن صفتها للعلم بها، ولما كانت البارحة صفة معلومة لليلة استعملها غير متابعة استعمال الأسماء، وكان الأصل الجمع بين التابع والمتبوع، فيقال: الليلة، والبارحة. لكن جاز ذلك لما ذكرنا.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن العربي: وكان - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الرؤيا استشرافا للبشرى، واستطلاعا لما يكون، وحرصا على الخير، فلما ذكر له ابن زئل تلك الرؤيا وعلم ما فيها من الشدائد ترك السؤال حتى يأتي الله مما شاء من أمره، وهو حديث مظلم السند، فيه: قال: رأيت كأنك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات وأنت في أعلاها درجة، وعن يمينك رجل آدم طوال، إذا تكلم يكاد يفزع الرجال، وعن يسارك رجل ربعة أحمر، كثير خيلان الوجه، إذا تكلم أصغيتم له، وأمام ذلك شيخ تقتدون به، وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء، وإذا أنت كأنك تبعتها. فانتقع لون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساعة ثم سري عنه وقال: "أما المنبر فالدنيا سبعة آلاف سنة وأنا في آخرها ألفا، وأما الرجل الطويل فموسى، والربعة عيسى، والشيخ إبراهيم، وأما الناقة العجفاء فهي [ ص: 312 ] الساعة، علينا تقوم، لا نبي بعدي، ولا أمة بعد أمتي" .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن العربي: فما سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدا عن رؤيا إلا أن يجيء الرجل متبرعا فيحدثه .

                                                                                                                                                                                                                              وذكر أبو عبد الله محمد بن يحيى بن الحذاء في كتابه "البشرى في تأويل الرؤيا"، في قوله "هل رأى منكم أحد الليلة رؤيا" دليل على أن تأويلها والإخبار بها في صبيحة الليلة التي رؤيت فيها أولى؛ لقرب ذلك من رؤيتها، وإذا بعدت دخل ذلك النسيان والسهو وتأويل الرجل المضطجع يدل على غفلة في الدين، ولا غفلة أكثر من تضييع القرآن والصلاة.

                                                                                                                                                                                                                              والذي يشق شدقه، فلأن الشدق موضع الكلام، فوقعت العقوبة فيه كما وقعت في رأس النائم الغافل، إذ الرأس موضع النوم والغفلة، وأما الزناة وعريهم فلأن اللباس ستر الله الذي كان يسترهم به، فلما كشفوه كشفه الله تعالى وفضحهم.

                                                                                                                                                                                                                              والنهر من الدم، وفيه آكل الربا، فلا شك أن آكل الربا يؤذن بحرب من الله ورسوله، ومن حاباه قتل، ومن قتل سأل دمه، فكأنه غرق فيه؛ لكثرته.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 313 ] وقوله: أرض مقدسة. جاء في الإسماعيلي: مستوية.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: "يدخل ذلك الكلوب في شدقه" وفي رواية أخرى له: "فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه فيشق".

                                                                                                                                                                                                                              وفي أخرى: "ثم تحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به كذلك" . وقد فسره في الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وقول البخاري: (وقال بعض أصحابنا عن موسى بن إسماعيل) هذا

                                                                                                                                                                                                                              ذكره أبو نعيم فقال: حدثنا الطبراني، ثنا العباس بن الفضل، ثنا موسى ابن أبي إسماعيل فذكره.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: "ثم يفعل الآخر بشدقه". كذا وقع هنا، وفي رواية: "ثم يفعل بشدقه الآخر". وصحح.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: "فيشدج" أي: يكسر. وفي رواية: "فيثلغ" أي: يشق ويفضخ.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: "يتدهده" وفي أخرى: "فيتدهدى" أي: يتدحرج، تقول: دهدهت الحجر ودهديته.

                                                                                                                                                                                                                              والنقب: قال صاحب "المطالع": رواه بعضهم بمثلثة، وللأصيلي بنون وقاف مفتوحة، وهو الطريق.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: "فإذا أقترت ارتفعوا" قال ابن التين: كذا وقع في رواية أبي الحسن: قترت، وعند أبي ذر: أقترت، وصوابه قترت بالقاف ومعناه: ارتفعت، أي: لهبت وارتفع فوارها، لأن القتر: الغبار. قال أبو نصر: قتر اللحم يقتر بالكسر إذا ارتفع قتاره، وقتر بالكسر لغة فيه، قال: وأما [ ص: 314 ] فترت بالفاء فلا أعلم له وجها، لكن بعده إذا خمدت، وهو بمعنى: فترت، وأما أقترت فمثل قترت، وفي "المطالع": قترت. للقابسي وابن السكن وعبدوس، وعند أبي ذر والأصيلي: أقترت. وعند النسفي: "فإذا وقدت ارتفعوا" وهو الصحيح بدليل قولة بعد: "فإذا خمدت رجعوا".

                                                                                                                                                                                                                              الحديث الثاني:

                                                                                                                                                                                                                              حديث زيد بن خالد الجهني أنه قال: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء .. الحديث. وفي آخره "وأما من قال مطرنا بنوء كذا فذلك كافر بي، ومؤمن بالكوكب".

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              الكلام عليه من أوجه:

                                                                                                                                                                                                                              أحدها:

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث يأتي إن شاء الله تعالى في الاستسقاء، والمغازي، والتوحيد ، وأخرجه مسلم في الإيمان .

                                                                                                                                                                                                                              ثانيها:

                                                                                                                                                                                                                              المختار تخفيف ياء الحديبية، ولحن من شددها، وهو لغة أهل العراق. قال ابن سيده: قيل: إن حكي التخفيف عن بعضهم، فالحديبية [ ص: 315 ] موضع، وقيل: بئر سمي المكان بها . وهي من الحل، خلافا لمالك.

                                                                                                                                                                                                                              والسماء هنا المطر؛ لأنه يأتي منها، وكل عال فهو سماء.

                                                                                                                                                                                                                              والإثر مثلث الهمزة، وفيه أن السماء مؤنثة، ولعل ذلك على لفظها، لا على معناها؛ لأن السماء تذكر وتؤنث إذا لم يرد بها المطر.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (فلما انصرف أقبل على الناس) هو موضع الترجمة، وقال القرطبي: أي انصرف من صلاته وفرغ منها، وظاهره أنه لم يكن يثبت في مكان صلاته بعد سلامه بل كان ينتقل عنه، ويتغير عن حالته، وهذا يستحبه مالك للإمام في المسجد . وقد سلف.

                                                                                                                                                                                                                              قوله: ("هل تدرون؟ ") لفظة استفهام ومعناها: التنبيه. يعني: اعلموا ما قال ربكم. والظاهر أن المراد هنا بالكفر الحقيقي؛ لأنه قابله بالإيمان الحقيقي، فمن اعتقد أن المطر من فعل الكواكب فهو كافر كما ستعلمه، ومن اعتقد أن الله خلقه واخترعه فهو مخطئ لا كافر، ووجهه أنه خالف الشرع، فإنه حذر من الإطلاق؛ ولأنه تشبه بأهل الكفر في قولهم؛ لأنا أمرنا بمخالفتهم، ونهينا عن التشبه بهم، وذلك يقتضي الأمر بمخالفتهم في الأقوال والأفعال، فلو قال غير هذا اللفظ الممنوع يريد به الإخبار عما أجرى الله به سببه جاز.

                                                                                                                                                                                                                              وفي "موطأ مالك": إذا نشأت بحرية ثم تشامت فتلك عين غديقة .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 316 ] والنوء: الكوكب. وجمعه أنواء، وهي ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها، يسقط منها في كل ثلاثة عشر نجما في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر مقابله في المشرق في ساعته، وسمي نوءا؛ لأنه إذا سقط الساقط ناء الطالع، وذلك النهوض هو النوء، فسمي النجم نوءا لذلك، وانقضاء هذه الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة، وكانت الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر يقولون: لا بد أن يكون عند ذلك مطر ورياح، فيقولون: مطرنا بنوء كذا.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن الأعرابي: الساقطة منها في الغرب هي الأنواء، والطالعة منها في الشرق هي البوارح. قال صاحب "المطالع": فمنهم من يجعله الطالع؛ لأنه ناء، ومنهم من ينسبه للغارب، قال: وقد أجاز العلماء أن يقال: مطرنا في نوء كذا، ولا يقال: بنوء كذا. ويحكى عن أبي هريرة أنه كان يقول: مطرنا بنوء الله. وفي رواية: مطرنا بنوء الفتح، ثم يتلو: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها [فاطر: 2] وفي "المحكم" بعضهم يجعل النوء السقوط. كأنه من الأضداد .

                                                                                                                                                                                                                              وفي "الأنواء الكبير" لأبي حنيفة: الذي عندي في الحديث أن المطر كان من أجل أن الكوكب ماء، وأنه هو الذي هاجه، ثم أنشد على ذلك، قال: وأما من زعم أن الغيث حصل عند سقوط الثريا فهذا وما أشبهه إنما هو إعلام للأوقات والفصول، وليس من وقت ولا زمن إلا وهو معروف بنوع من مرافق العباد يكون فيه دون غيره، وقد قال عمر [ ص: 317 ] للعباس وهو يستسقي الناس: يا عم رسول الله، كم بقي علينا من نوء الثريا ؟ فإن العلماء بها يزعمون أنها تعترض في الأفق سبعا.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عباس لامرأة: خطأ الله نوءها . يريد أخطأها الغيث. فلو لم يدلك على افتراق المذهبين في ذكر الأنواء إلا هذان الخبران لكفى بهما دليلا. هذا وابن عباس يقول في قوله تعالى: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون [الواقعة: 82] وكان علي يقرؤها: (وتجعلون شكركم) .

                                                                                                                                                                                                                              وقد اختلف العلماء في كفر من قال: مطرنا بنوء كذا. على قولين حكاهما النووي:

                                                                                                                                                                                                                              أحدهما: نعم، إذا اعتقد أنه فاعل مدبر منشئ المطر كما كان بعض الجاهلية يزعم، ومن اعتقد هذا فلا شك في كفره، وهذا القول هو الذي ذهب إليه الجمهور منهم الشافعي ، وهو ظاهر الحديث، قالوا: وعلى هذا القول لو قال: مطرنا بنوء كذا، معتقدا أنه من الله وبرحمته، وأن النوء صفات له وعلامة اعتبارا بالعادة، فكأنه قال: مطرنا في وقت كذا، فهذا لا يكفر، واختلف في كراهته، والأظهر نعم تنزيها؛ لترددها بين الكفر وغيره، ويساء الظن بصاحبها؛ لأنها شعار الجاهلية كما سلف.

                                                                                                                                                                                                                              والقول الثاني: في أجل تأويل الحديث أن المراد: كفر نعمة الله [ ص: 318 ] تعالى؛ لاقتصاره على إضافة الغيث إلى الكوكب، وهذا فيمن لا يعتقد تدبيره .

                                                                                                                                                                                                                              الحديث الثالث:

                                                                                                                                                                                                                              حدثنا عبد الله بن منير، سمع يزيد، أنبأ حميد، عن أنس قال: أخر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة ذات ليلة إلى شطر الليل ثم خرج علينا، فلما صلى أقبل علينا بوجهه فقال: "إن الناس قد صلوا ورقدوا" ... الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              سلف الكلام عليه في باب: وقت العشاء إلى نصف الليل . ويزيد هذا هو ابن هارون، وقد جاء مصرحا به في بعض الروايات: يعني: ابن هارون. وصرح به أيضا أبو نعيم، ورواه عن حميد يزيد بن زريع كما سيأتي بعد وزائدة ، كما سلف.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية