الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              936 979 - قال ابن جريج: وأخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: شهدت الفطر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم يصلونها قبل الخطبة، ثم يخطب بعد، خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - كأني أنظر إليه حين يجلس بيده، ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء معه بلال فقال: يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك الآية [الممتحنة :12] ثم قال حين فرغ منها "آنتن على ذلك ؟ ". قالت امرأة واحدة منهن، لم يجبه غيرها: نعم. لا يدري حسن من هي. قال: "فتصدقن". فبسط بلال ثوبه ثم قال هلم لكن فداء أبي وأمي، فيلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال. قال عبد الرزاق: الفتخ: الخواتيم العظام كانت في الجاهلية. [فتح: 2 \ 467]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث جابر: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفطر، فصلى فبدأ بالصلاة ثم خطب.. الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              والفتخ - بالخاء المعجمة -: خواتيم بلا فصوص كأنها حلق، الواحدة: فتخة، كذا جزم به ابن بطال.

                                                                                                                                                                                                                              ونقل ابن التين عن عبد الرزاق أنها الخواتيم العظام كانت في [ ص: 134 ] الجاهلية، وهذا في البخاري في آخر الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              والفتخ واحده الفتخة. محرك التاء، وهي حلقة من فضة ليس لها فص، وإن كان فيها فص فهي: خاتم. وإنما جعلته المرأة في أصابع رجليها.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ( حين فرغ منها ). يعني: من البيعة. وفيه أن قول المخاطب: نعم. يقوم مقام الخطاب، ثم جاوب عنه.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن جواب الواحد عن الجماعة كاف.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: الأمر بالصدقة وبسط الثوب لقبولها.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: هلم هي كلمة دعوة إلى شيء، يريد الإتيان إلى الطعام، ثم كثرت، ويحتمل أن يكون معناها: هل لك في الطعام أم ؟ أي: قصد. يقال: هلم للواحد والاثنين والجماعة، بلفظ واحد.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية