الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1023 1073 - حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا ابن أبي ذئب قال: حدثنا يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابت قال: قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - والنجم [النجم :1] فلم يسجد فيها. [انظر: 1072 - مسلم: 577 - فتح: 2 \ 544]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه عن ابن قسيط، عن عطاء بن يسار أنه أخبره، أنه سأل زيد ابن ثابت، فزعم أنه قرأ على النبي - صلى الله عليه وسلم -: والنجم [النجم :1] فلم يسجد فيها.

                                                                                                                                                                                                                              وبه، عن زيد قال: قرات على النبي - صلى الله عليه وسلم -: والنجم فلم يسجد فيها.

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث أخرجه مسلم أيضا، ويأتي في التفسير، وقد سلف الجواب عنه أول هذه الأبواب. وفي الدارقطني: فلم يسجد منا أحد.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن حزم: احتج المقلدون لمالك بخبر رويناه، ثم ساق حديث الباب، ولا حجة لهم ; لأنه لم يقل: إنه - صلى الله عليه وسلم - قال: لا سجود فيها، وإنما هو حجة على من قال بفرضيته، وكذا نقول: إنه ليس فرضا، لكن فعله [ ص: 403 ] أفضل، ولا حرج في تركه ما لم يرغب عن السنة، وأيضا فإن راوي الحديث قد صح عن مالك أنه لا يعتمد على روايته، وهو يزيد بن عبد الله بن قسيط قال: إن صارت روايته حجة في إبطال السنن على أنه ليس فيها شيء بما يدعونه. قال: وقد صح بطلان هذا الخبر بحديث أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - سجد بهم في النجم، وأبو هريرة متأخر الإسلام.

                                                                                                                                                                                                                              فرع:

                                                                                                                                                                                                                              إذا لم يسجد القارئ، فهل يسجد السامع ؟ فيه وجهان عندنا:

                                                                                                                                                                                                                              أصحهما: نعم، وبه قال ابن القاسم، وابن وهب، خلافا لمطرف، وابن الماجشون، وأصبغ، وابن عبد الحكم، وصوبه ابن حبيب ; لأن القارئ لو كان في صلاة ولم يسجد، لم يسجد من معه، فكذا هذا.

                                                                                                                                                                                                                              واختلف هل يسجد المعلم والذي يقرأ عليه أول مرة ؟ حكاه ابن التين قال: وقد قيل: هذا الحديث ناسخ للسجود فيها.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية