الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1261 [ ص: 631 ] 58 - باب: من انتظر حتى تدفن

                                                                                                                                                                                                                              1325 - حدثنا عبد الله بن مسلمة قال : قرأت على ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه أنه سأل أبا هريرة - رضي الله عنه - فقال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                                                              - حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد قال : حدثني أبي ، حدثنا يونس ، قال ابن شهاب : وحدثني عبد الرحمن الأعرج ، أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من شهد الجنازة حتى يصلي [عليها] فله قيراط ، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان " . قيل : وما القيراطان ؟ قال : "مثل الجبلين العظيمين " . [انظر : 47 - مسلم : 945 - فتح: 3 \ 196]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه أنه سأل أبا هريرة فقال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق من حديث الأعرج عن أبي هريرة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من شهد الجنازة حتى يصلي . . " الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              قال الإسماعيلي : جمع البخاري بين حديث الأعرج عن أبي هريرة ، وبين حديث المقبري عن أبي هريرة على لفظ واحد ، وإنما القيراطان في مثل الجبلين العظيمين دون حديث المقبري ، ولم يبين ذلك . وقد أسلفنا أن الحديث دال على أنه لا يحتاج إلى إذن في الانصراف عن الجنازة ; لأن الشارع أخبر أن من شهدها فله كذا ، ومن شهد الدفن فله كذا ، فوكله إلى اختياره أن يرجع بقيراط من الأجر إن أحب أو بقيراطين ، فدل على تساوي حكم انصرافه بعد الصلاة وبعد الدفن ; لأنه لا إذن لأحد عليه فيه حين رد الاختيار إليه في ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              وقد أجاز مالك وبعض أصحابه لمن شيعها أن ينصرف منها قبل أن [ ص: 632 ] يصلى عليها ، فيما رواه أشهب عنه ، وروى عنه ابن القاسم أنه لا ينصرف قبلها إلا لحاجة أو علة ، قال ابن القاسم : وذلك واسع كحاجة أو غيرها وليست بفريضة -يعني : إذا بقي من يقوم بها- قال ابن حبيب : لا بأس أن يمشي الرجل مع الجنازة ما أحب ، وينصرف عنها إذا شاء قبل أن يصلى عليها . قاله جابر بن عبد الله ، وقد أوضحت الكلام على حديث أبي هريرة هذا في الإيمان في باب : اتباع الجنائز من الإيمان ، فراجعه منه .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية