الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1698 1790 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، أنه قال: قلت لعائشة رضي الله عنها -زوج النبي - صلى الله عليه وسلم --، وأنا يومئذ حديث السن -: أرأيت قول الله تبارك وتعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما [البقرة: 158] فلا أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما. فقالت عائشة: كلا، لو كانت كما تقول كانت: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فأنزل الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما . [البقرة: 158]. زاد سفيان وأبو معاوية، عن هشام: ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة. [انظر: 1643 - مسلم: 1277 - فتح: 4 \ 613]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث يعلى بن أمية في قصة الجبة بالخلوق وفي آخره: "واصنع في عمرتك كما تصنع في حجك" وقد سلف في باب غسل [ ص: 247 ] الخلوق.

                                                                                                                                                                                                                              وحديث هشام عن أبيه، أنه قال: قلت لعائشة -وأنا يومئذ حديث السن-: أرأيت قول الله تعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله الآية [البقرة: 158] فلا أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما.. الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              زاد سفيان وأبو معاوية، عن هشام: ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة.

                                                                                                                                                                                                                              المراد -والله تعالى أعلم- بقوله: ("واصنع في عمرتك كما تصنع في حجك") من اجتناب المحرمات كما أسلفناه هناك، ومن أعمال الحج إلا الوقوف فلا وقوف فيها ولا رمي، وأركانها أربعة: الإحرام والطواف والسعي والحلق أو التقصير، ولهذا قال هشام: (ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة).

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (وأنا يومئذ حديث السن) يريد أنه لم يكن بعد فقه، ولا علم من سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يتأول على نص الكتاب والسنة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية