الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3452 [ ص: 240 ] 2 - باب: مناقب المهاجرين وفضلهم

                                                                                                                                                                                                                              منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة التيمي- رضي الله عنه- وقول الله تعالى: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم [الحشر: 8] وقال: إلا تنصروه فقد نصره الله ، إلى قوله: إن الله معنا [التوبة: 40]. قالت عائشة وأبو سعيد وابن عباس- رضي الله عنهم-: وكان أبو بكر مع النبي- صلى الله عليه وسلم- في الغار.

                                                                                                                                                                                                                              3652 - حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: اشترى أبو بكر- رضي الله عنه- من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما، فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمل إلي رحلي. فقال عازب: لا، حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم؟ قال: ارتحلنا من مكة، فأحيينا-أو سرينا- ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوي إليه، فإذا صخرة أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته، ثم فرشت للنبي- صلى الله عليه وسلم- فيه، ثم قلت له اضطجع يا نبي الله. فاضطجع النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم انطلقت أنظر ما حولي، هل أرى من الطلب أحدا؟ فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا، فسألته فقلت له: لمن أنت يا غلام؟ قال: لرجل من قريش سماه فعرفته. فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. قلت: فهل أنت حالب لبنا؟ قال: نعم. فأمرته، فاعتقل شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه-فقال هكذا ضرب إحدى كفيه بالأخرى- فحلب لي كثبة من لبن، وقد جعلت لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- إداوة على فمها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، فانطلقت به إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فوافقته قد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله. فشرب حتى رضيت ثم قلت: قد آن الرحيل يا رسول الله. قال: "بلى". فارتحلنا والقوم يطلبونا، فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 241 ] جعشم
                                                                                                                                                                                                                              على فرس له، فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله. فقال: "لا تحزن إن الله معنا".
                                                                                                                                                                                                                              [انظر: 2439- مسلم: 2009 (سيأتي بعد رقم: 3014)- فتح: 7 \ 8]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية