الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3545 3755 - حدثنا ابن نمير، عن محمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل، عن قيس، أن بلالا. قال لأبي بكر: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعمل الله. [فتح: 7 \ 99]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هو أبو عبد الله بلال بن رباح، وأمه: حمامة مولاة بني جمح مات بدمشق سنة عشرين.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر البخاري حديثا معلقا، فقال:

                                                                                                                                                                                                                              وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة".

                                                                                                                                                                                                                              وهذا قد أسنده في الصلاة، في باب فضل الطهور بالليل والنهار.

                                                                                                                                                                                                                              ثم أسند عن جابر- رضي الله عنه- قال: كان عمر- رضي الله عنه- يقول: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا. يعني: بلالا.

                                                                                                                                                                                                                              وحديث قيس، أن بلالا قال لأبي بكر- رضي الله عنهما-: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعمل الله.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 357 ] الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              (دف): بالفاء: الخفق، والبخاري فسره بذلك كما يعني هناك، وإنما رآه بين يديه ليس أنه يفعل ذلك قاله الداودي، وقول عمر- رضي الله عنه-: (أعتق سيدنا) يعني: أنه من سادة هذه الأمة ليس أنه أفضل من عمر- رضي الله عنه- وقوله: (وأعتق سيدنا). فيه حجة لابن القاسم على أشهب في قوله: إن من اشترى عبدا مسلما من دار الحرب أنه لا ولاية له عليه; لأنه عبد عتق بنفس إسلامه، واحتج ابن القاسم بأن ولاء بلال كان لأبي بكر (وهو) اشتراه بعد إسلامه، قال محمد: فاضطر أشهب إلى أن قال: لم يكن ولاء بلال لأبي بكر.

                                                                                                                                                                                                                              ويروى أنه لما قال لأبي بكر بعد موت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: إن كنت عتقتني لوجه الله فدعني أذهب حيث شئت، وإن كنت أعتقتني لنفسك فأمسكني، فقال له أبو بكر: اذهب حيث شئت، فذهب إلى الشام، وسكنها مؤثرا الجهاد على الأذان.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية