الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 103 ] 13 - باب: تسمية من سمي من أهل بدر في الجامع [الذي وضعه أبو عبد الله على حروف المعجم]

                                                                                                                                                                                                                              النبي محمد بن عبد الله الهاشمي - صلى الله عليه وسلم -، إياس بن البكير، بلال بن رباح مولى أبي بكر القرشي، حمزة بن عبد المطلب الهاشمي، حاطب بن أبي بلتعة حليف لقريش، أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي، حارثة بن الربيع الأنصاري قتل يوم بدر وهو حارثة بن سراقة كان في النظارة، خبيب بن عدي الأنصاري، خنيس بن حذافة السهمي، رفاعة بن رافع الأنصاري، رفاعة بن عبد المنذر أبو لبابة الأنصاري، الزبير بن العوام القرشي، زيد بن سهل أبو طلحة الأنصاري - أبو زيد الأنصاري - سعد بن مالك الزهري، سعد ابن خولة القرشي، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي، سهل بن حنيف الأنصاري، ظهير بن رافع الأنصاري وأخوه، عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق القرشي، عبد الله بن مسعود الهذلي، عتبة بن مسعود الهذلي، عبد الرحمن بن عوف الزهري، عبيدة بن الحارث القرشي، عبادة بن الصامت الأنصاري، عمر بن الخطاب العدوي، عثمان بن عفان القرشي خلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ابنته وضرب له بسهمه، علي بن أبي طالب الهاشمي، عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي، عقبة بن عمرو الأنصاري، عامر بن ربيعة العنزي عاصم بن ثابت

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 104 ] الأنصاري،
                                                                                                                                                                                                                              عويم بن ساعدة الأنصاري، عتبان بن مالك الأنصاري، قدامة بن مظعون، قتادة بن النعمان الأنصاري، معاذ بن عمرو بن الجموح، معوذ ابن عفراء وأخوه، مالك بن ربيعة أبو أسيد الأنصاري، مرارة بن الربيع الأنصاري، معن بن عدي الأنصاري، مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف، مقداد بن عمرو الكندي حليف بني زهرة، هلال بن أمية الأنصاري - رضي الله عنه -. [فتح: 7 \ 326]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              النبي - صلى الله عليه وسلم - محمد بن عبد الله الهاشمي، عبد الله بن عثمان أبو بكر القرشي الصديق، عمر بن الخطاب العدوي، عثمان بن عفان القرشي; خلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ابنته وضرب له بسهمه وأجره، علي بن أبي طالب الهاشمي، بلال بن رباح مولى أبي بكر القرشي، حمزة بن عبد المطلب الهاشمي، حاطب بن أبي بلتعة حليف لقريش، أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي، حارثة بن الربيع الأنصاري قتل يوم بدر، وهو حارثة بن سراقة كان في النظارة، خبيب بن عدي الأنصاري، خنيس بن حذافة السهمي، رفاعة بن رافع الأنصاري، رفاعة بن عبد المنذر، أبو لبابة الأنصاري، الزبير بن العوام القرشي، زيد بن سهل، أبو طلحة الأنصاري، أبو زيد الأنصاري، سعد بن مالك الزهري، سعد بن خولة القرشي، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي، سهل بن حنيف الأنصاري، ظهير بن رافع الأنصاري وأخوه، عبد الله بن مسعود الهذلي، عبد الرحمن بن الزهري، عبيدة بن الحارث القرشي، عبادة بن الصامت الأنصاري، عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي، عقبة بن عمرو الأنصاري، عامر بن

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 105 ] ربيعة العنزي العدوي،
                                                                                                                                                                                                                              عاصم بن ثابت الأنصاري، عويم بن ساعدة الأنصاري، عتبان بن مالك الأنصاري، قدامة بن مظعون، قتادة بن النعمان الأنصاري، معاذ بن عمرو بن الجموح، معوذ بن عفراء وأخوه، مالك بن ربيعة أبو أسيد الأنصاري، مسطح بن أثاثة بن عباد بن (المطلب) بن عبد مناف، مرارة بن الربيع الأنصاري، معن بن عدي الأنصاري، مقداد بن عمرو الكندي حليف بني زهرة، هلال بن أمية الواقفي.

                                                                                                                                                                                                                              هذا آخر ما ذكره البخاري، وما ذكره في (خبيب بن عدي) قد سلف الاعتراض في قتله، وإنما هو خبيب بن يساف فراجعه ، ويقال: خبيب بن إساف، عن خبيب بن عبد الرحمن، أن جده هذا خبيبا ضرب يوم بدر فمال شقه فتفل عليه رسول الله ولأمه ورده، فانطلق .

                                                                                                                                                                                                                              وما ذكره في (رفاعة بن عبد المنذر أبي لبابة) إنما هو أبو لبابة بن عبد المنذر، وليس بـ (أبي لبابة) كما نبه عليه الدمياطي، واسم أبي لبابة بشير كما سلف .

                                                                                                                                                                                                                              و (أبو زيد الأنصاري) قيس بن السكن كما سلف في الباب قبله . وأخو ظهير اسمه مظهر بن رافع كما سلف في الباب قبله . وأنه لم يشهد بدرا بل أحدا، وشهد ظهير العقبة الثانية.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 106 ] وما جزم به في عقبة بن عمرو قد سلف الاختلاف فيه في الباب قبله، وشهد العقبة مع السبعين، وكان أصغرهم، عرف بالبدري لنزوله بها، أو لموته بها، وأخوة معوذ معاذ وعوف بنو عفراء شهدوا بدرا، وأسلمت أمهم، وشهدها أيضا معاذ ومعوذ وخلاد بنو عمرو بن الجموح، ومعاذ هو الذي ضرب ساق أبي جهل فقطعها، وضربه -أعني: معاذا- ابنه عكرمة على عاتقه فطرح يده فتعلقت بجلدة، ولم يذكر ابن إسحاق معوذا، ذكره كله الدمياطي وزاد -أعني ابن إسحاق- للثلاثة رابعا يسميه رفاعة شهد عنده بدرا، وأنكره الواقدي، ومعوذ بكسر الواو، وكان الوقشي يأبى إلا الفتح، وما ذكره في جرح يده، وتعلقها بجلده هو ما ذكره ابن إسحاق بزيادة: لقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت حتى طرحتها .

                                                                                                                                                                                                                              قال عياض: وزاد ابن وهب في روايته: فجاء يحمل يده فبصق عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلصقت . قال ابن إسحاق: ثم عاش إلى زمن عثمان .

                                                                                                                                                                                                                              وما ذكره في مرارة وهلال سلف التنبيه عليهما في مقتل خبيب وأنهما ليسا بدريين، ومرارة ومعن بكريان حليفا الأنصار.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله في مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، كذا صوابه، وادعى الجياني أنه وقع في نسخة أبي زيد: ابن عبد المطلب.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 107 ] وصوابه ابن المطلب، وكذا في نسخة عن النسفي .

                                                                                                                                                                                                                              وما ذكره في سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل هو كذكره عثمان بن عفان فيهم حيث ضرب له بسهمه، قدم من الشام بعد ما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بدر فكلمه، فضرب له بسهمه وأجره، وذكر أبو عمرو، ثم وهب بن أبي سرح أخو عمرو بن أبي سرح، وحكاه عن موسى بن عقبة ، وليس في "مغازيه". نعم ذكر عن ابن هشام عن غير ابن إسحاق وهب بن سعد بن أبي سرح العامري ، ولا نعرف ثلاثة شهدوا بدرا: أب وجد وابن إلا معن بن يزيد بن الأخنس السلمي على قول، والأكثر على أنهم لم يشهدوها ، ووقع في مسلم: سعد بن عبادة ولم يصح، وإن ذكره الواقدي والمدائني وابن الكلبي فيهم، ولم يذكره ابن عقبة وابن إسحاق، وكذا من عد جابرا منهم . واختلف في شهود أبي قتادة لها .

                                                                                                                                                                                                                              وجملة من شهدها بخلف ثلاثمائة وثلاثة وستون، مائة وخمسة وتسعون من الخزرج، وأربعة وسبعون من الأوس، وأربعة وتسعون من المهاجرين وهو أكثر من عدد أهل بدر، ونظير ذلك ما وقع في العقبة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 108 ] وأول قتيل من المسلمين يوم بدر مهجع مولى عمر بن الخطاب، رمي بسهم فقتل ثم حارثة بن سراقة .

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              واستشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسلمين يوم بدر عبيدة بن الحارث، وعمير بن أبي وقاص ابن ستة عشر أو سبعة عشر، وعمير بن الحمام، وسعد بن حثمة، وذو الشمالين وغيرهم ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار، ستة من الخزرج، واثنان من الأوس.

                                                                                                                                                                                                                              وقتل من المشركين سبعون، وأسر سبعون، ومن مشاهير القتلى عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد وأبو جهل بن هشام وأخوه العاصي قتله عمر.

                                                                                                                                                                                                                              ومن الأسرى الذين أسلموا العباس، وعقيل ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب. ويذكر أن العباس كان جسيما أسره أبو اليسر سعد بن عمرو، وكان دميما فقيل للعباس لو أخذته لوسعته كفك فقال: ما هو إلا أن لقيته فظهر في عيني كالخندمة وهو جبل بمكة.

                                                                                                                                                                                                                              ومنهم خالد بن الأعلم وهو القائل:


                                                                                                                                                                                                                              ولسنا على الأعاقب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما



                                                                                                                                                                                                                              وهو أول من فر يوم بدر فأدرك وأسر، وأول أسير فدي منهم.

                                                                                                                                                                                                                              أبو وداعة بن صبيرة السهمي .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 109 ] فصل:

                                                                                                                                                                                                                              روى محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر: "من قتل قتيلا فله سلبه، ومن جاء بأسير فله سلبه " فجاء أبو اليسر بأسيرين، فقال سعد: أي رسول الله أما والله ما كان بنا جبن عن العدو الحديث، والمشهور أن هذا كان يوم حنين والكلبي ضعيف، وروايته عن أبي صالح، عن ابن عباس مخصوصة بمزيد تضعيف.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              وهلك أبو لهب بالعدسة فرمي بعود في حفرة وقذف عليه بالحجارة من بعيد حتى وري.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              فلما أوقع الله بالمشركين يوم بدر ما وقع قالوا: إن ثأرنا بأرض الحبشة فلنرسل إلى ملكها يدفع إلينا من عنده من أتباع محمد بمن قتل منا ببدر، وبعثوا عمرو بن العاص وابن أبي ربيعة إلى الحبشة، فلما بلغ - صلى الله عليه وسلم - مخرجهما بعث عمرو بن أمية من المدينة إلى النجاشي بكتاب. ذكره أبو عمر .

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              ذكر ابن سعد بعد ذلك سرية عمير بن عدي إلى عصماء بنت مروان لخمس ليال بقين من رمضان، على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجره، ثم سرية سالم بن عمير إلى أبي عفك اليهودي في شوال على رأس

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 110 ] عشرين شهرا من مهاجره ، وقال ابن إسحاق: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة -يعني: من بدر- لم يقم إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بني سليم فبلغ ماء من مياههم يقال له: الكدر فأقام عليه ثلاث ليال ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا وذكر ابن سعد غزوة بني قينقاع يوم السبت نصف شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجره .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن إسحاق: ثم غزا أبو سفيان بن حرب غزوة السويق في ذي الحجة . قال ابن سعد: لخمس خلون منها يوم الأحد على رأس اثنين وعشرين شهرا من مهاجره ثم غزوة قرقرة الكدر ويقال قرارة الكدر نصف المحرم على رأس ثلاث وعشرين شهرا من مهاجره، وهى من ناحية معدن بني سليم بينها وبين المدينة ثمانية برد .

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              ذكر البخاري بعد وقعة بدر غزوة بني النضير، ونقل عن الزهري عن عروة أنها كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر قبل أحد. قال: وجعلها ابن إسحاق بعد بئر معونة وأحد.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر بعده قتل كعب بن الأشرف، وقتل أبي رافع ثم أحد، وكذلك ابن سعد جعل غزوة بني النضير بعد بئر معونة والرجيع بشهر في ربيع الأول على رأس سبعة وثلاثين شهرا من الهجرة فكانت بئر معونة والرجيع في صفر قبلها على رأس ستة وثلاثين، وكانت قبلها في

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 111 ] شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا، وكانت بدر القتال في رمضان

                                                                                                                                                                                                                              -كما سلف- وكانت المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق في شعبان، والخندق بعدها في ذي القعدة سنة خمس ، قال السهيلي: ذكر ابن إسحاق غزوة بني النضير هنا يعني: بعد بئر معونة وكان ينبغي ذكرها بعد بدر; لما روى عقيل وغيره عن الواقدي قال: كانت غزوة بني النضير بعد بدر بستة أشهر .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن التين: وهو دال على أنها كانت في صفر من السنة الثالثة، والذي ذكر أبو محمد في "جامع مختصره" عن الزهري أنها كانت في المحرم منها، قال: وذكر عن غير الزهري أنها كانت تاسع ربيع الأول سنة أربع، خرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك اليوم وحاصرهم ثلاثة وعشرين يوما قال: وفيها نزلت صلاة الخوف، وقيل: نزلت في ذات الرقاع.

                                                                                                                                                                                                                              قال الداودي: وقول ابن إسحاق أشبه لقوله تعالى: وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم [الأحزاب: 26] وإنما ظاهروا الأحزاب الذين لحقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بني قريظة فأنسأهم، وإنما كان ذلك قبل خروجه إليهم، وذكر ابن سعد أن سرية كعب بن الأشرف كانت لأربع عشرة ليلة مضت من ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من مهاجره .

                                                                                                                                                                                                                              وذكر ابن إسحاق أن خبر محيصة بن مسعود مع ابن سنينة -ثم

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 112 ] غزوة غطفان بناحية نجد، ثم غزوة بجران، ثم سرية زيد بن حارثة إلى القردة اسم ماء، ثم أحد، ثم حمراء الأسد، ثم سرية أبي سلمة، ثم سرية عبد الله بن أنيس، وبعث الرجيع، وقصة بئر معونة، ثم غزوة بني النضير، ثم غزوة ذات الرقاع، ثم غزوة بدر الآخرة، ثم غزوة دومة الجندل، ثم غزوة الخندق.

                                                                                                                                                                                                                              وذكر ابن سعد قبلها -أعني: الخندق- غزوة المريسيع في شعبان من السنة، وقبلها دومة الجندل كما ذكرناه في ربيع الأول على رأس سبعة وأربعين شهرا من مهاجره، وقبلها ذات الرقاع في المحرم على رأس سبعة وأربعين شهرا، وقبلها بدر الموعد في ذي القعدة على رأس خمسة وأربعين شهرا، وقبلها بنو النضير في ربيع الأول سنة أربع، وكان خرج إليهم، وكلمهم أن يعينوه في دية الرجلين الكلابيين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري حين رجع من بئر معونة، وكان لهما عهد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وسيكون لنا عودة إلى هذا في الخندق، فاعلم ذلك.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية