الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4100 [ ص: 530 ] 63 - [باب] غزوة ذات السلاسل

                                                                                                                                                                                                                              وهي غزوة لخم وجذام. قاله إسماعيل بن أبي خالد. وقال ابن إسحاق، عن يزيد، عن عروة: هي بلاد بلي وعذرة وبني القين.

                                                                                                                                                                                                                              4358 - حدثنا إسحاق، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: " عائشة". قلت: من الرجال؟ قال: "أبوها". قلت: ثم من؟ قال: " عمر". فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. [انظر: 3662- مسلم: 2384 - فتح: 8 \ 74]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق حديث خالد الحذاء، عن أبي عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عمرو بن العاصي على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ .. الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في فضائل الصديق من هذا الوجه من حديث خالد الحذاء، عن أبي عثمان قال: حدثني عمرو بن العاصي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه على جيش ذات السلاسل: فأتيته .. الحديث ، وقد سلف هناك ضبطها وتاريخها واضحا فراجعه.

                                                                                                                                                                                                                              و (أبو عثمان) هو: ابن مل النهدي، أسلم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مخضرم.

                                                                                                                                                                                                                              ولخم وجذام قبيلتان من قحطان، وبلي وعذرة قبيلتان غيرهما وبنو القين قبيل بن تيم.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 531 ] وفيه: فضل ظاهر لأبي بكر وعمر وفضل لعائشة - رضي الله عنها -.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              وفي هذه الغزوة تيمم أميرها عمرو بن العاصي خشية البرد، وقال له - عليه السلام -: "صليت بأصحابك وأنت جنب" وقد ذكره البخاري معلقا في التيمم كما أسلفنا الكلام عليه هناك، وذكر البيهقي في "دلائله" هنا بابا في الجزور التي نحرت في هذه الغزوة وما جرى لعوف بن مالك الأشجعي فيها، وإخباره - عليه السلام - عوفا بعلمه بها قبل أن يخبره عوف، من حديث عوف بن مالك الأشجعي من طريق ابن شهاب وغيره، وأنه أخذ منها جزءا على قسمتها، وأن أبا بكر وعمر تقيآه وقالا: ما أحسنت حين أطعمتنا .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية