الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4205 [ ص: 17 ] 2 - باب: غير المغضوب عليهم ولا الضالين [الفاتحة: 7]

                                                                                                                                                                                                                              4475 - حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا قال الإمام: غير المغضوب عليهم ولا الضالين [الفاتحة: 7] فقولوا: آمين. فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه". [انظر: 780 - مسلم: 410 - فتح: 8 \ 159]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قال الإمام: غير المغضوب عليهم ولا الضالين [الفاتحة: 7] فقولوا: آمين. فمن وافق قوله قول الملائكة؛ غفر له ما تقدم من ذنبه".

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث سلف في: الصلاة سندا ومتنا وزيادة متابعة، وقد أسلفنا هناك خلافا في تأمين الإمام عن مالك ، والمشهور عنه المنع. وفي آمين خمس لغات سلفت، أفصحها وأشهرها المد مع التخفيف.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن درستويه : ولم يروه أحد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا كذلك. وفي "صحيح ابن حبان " من حديث عدي بن حاتم رفعه: "اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال" وأخرجه الطبري عن رجل له صحبة، وكذا قاله ابن عباس وجماعة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 18 ] ويوضحه قوله في اليهود: وباءوا بغضب من الله [آل عمران : 112] وفي النصارى: قد ضلوا من قبل [المائدة: 77]، وقرئ شاذا: (غير) بالنصب حكاها ابن جرير .

                                                                                                                                                                                                                              واختلف في الغضب من الله، فقيل: إنه إحلال عقوبته بمن غضب عليه، إما في دنياه وإما في آخرته. وقيل: إنه ذم منه لهم ولأفعالهم. وقيل: إنه صفة له.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية