الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4217 [ ص: 49 ] 13 - باب: قوله: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس الآية [البقرة: 143]

                                                                                                                                                                                                                              4487 - حدثنا يوسف بن راشد، حدثنا جرير وأبو أسامة -واللفظ لجرير- عن الأعمش، عن أبي صالح، وقال أبو أسامة، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب. فيقول: هل بلغت؟ فيقول نعم. فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير. فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فتشهدون أنه قد بلغ". ويكون الرسول عليكم شهيدا [البقرة: 143] فذلك قوله جل ذكره وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا [البقرة: 143] والوسط: العدل. [انظر: 3339 - فتح: 8 \ 171].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب. فيقول: هل بلغت؟ فيقول نعم. فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير. فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فتشهدون أنه قد بلغ". ويكون الرسول عليكم شهيدا [البقرة: 143] فذلك قوله -عز وجل: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا [البقرة: 143، والوسط: العدل.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن الله تعالى يقيم الحجة يوم القيامة، ومنه: يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها [النحل: 111] وسؤاله تعالى نوحا عن البلاغ وهو أعلم من باب التنبيه على أمته كما قال لعيسى: أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله [المائدة: 116] وذكر في حديث آخر تمام الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 50 ] قال: "يقول قوم نوح: كيف تشهدون علينا ونحن أول الأمم؟ فتقولون: نشهد أن الله بعث إلينا رسولا، وأنزل علينا كتابا وكان فيما أنزل علينا خبركم".

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (والوسط: العدل)، أي؛ لأن أحمد الأشياء أوسطها، ومنه: قال أوسطهم [القلم: 28] أي: خيارهم.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن جرير : الوسط: العدل والخيار، وأنا أرى أنه في هذا الموضع بمعنى الجزء الذي هو بين الطرفين، مثل وسط الدار، وأرى أن الله تعالى إنما وصفهم بذلك لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غلو فيه كالنصارى ولا هم أهل تقصير فيه كاليهود.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية