الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4494 [ ص: 86 ] 1 - باب: قوله: إنك لا تهدي من أحببت الآية

                                                                                                                                                                                                                              4772 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال: " أي عم قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله". فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب؟! فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه، ويعيدانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك". فأنزل الله: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين [ التوبة: 113] وأنزل الله في أبي طالب، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء [ القصص: 56]. [ انظر: 1360 - مسلم: 24 - فتح: 8 \ 506]

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عباس أولي القوة [ القصص: 76]: لا يرفعها العصبة من الرجال. لتنوء [ القصص: 76]: لتثقل. فارغا [ القصص: 10] إلا من ذكر موسى. الفرحين [ القصص: 76]: المرحين. قصيه [ القصص: 11] اتبعي أثره، وقد يكون أن يقص الكلام نحن نقص عليك [ يوسف: 3]. عن جنب [ القصص: 11]: عن بعد عن جنابة واحد، وعن اجتناب أيضا، يبطش [ القصص: 19] ويبطش. يأتمرون [ القصص: 20]: يتشاورون. العدوان والعداء والتعدي واحد. آنس: أبصر. الجذوة: قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب، والشهاب: فيه لهب. والحيات أجناس: الجان والأفاعي والأساود. ردءا [ القصص: 34]: معينا. قال ابن عباس: يصدقني [ القصص: 34] وقال غيره سنشد [ القصص: 35] سنعينك كلما عززت شيئا فقد جعلت له عضدا. مقبوحين: مهلكين. وصلنا [ القصص: 51] بيناه وأتممناه. يجبى [ القصص: 57] يجلب. بطرت [ ص: 87 ] [ القصص: 58]: أشرت. في أمها رسولا [ القصص: 59]: أم القرى مكة وما حولها. ( تكن [ القصص: 69]: تخفي. أكننت الشيء: أخفيته، وكننته: أخفيته وأظهرته. ويكأن الله [ القصص: 82] مثل: ألم تر أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر [ القصص: 82] يوسع عليه ويضيق عليه. [ فتح: 8 \ 506]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه قصة أبي طالب، وقد سلفت في الجنائز، وقام الإجماع على أنها نزلت فيه ; كما نقله الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (ويعيدانه بتلك المقالة )، أي: يعيدان له تلك المقالة، وسلف في الجنائز: ويعودان بتلك المقالة. وقوله: ( من أحببت ) يجوز أن يكون لقرابته أو هدايته، قال الداودي : والحديث دال على أن العباد غير خارجين من علم الله ولا ممنوعين من العمل، وأن العباد لم يكلفوا إلا ما يستطيعون، لأنه - عليه السلام - لم يكن ليدعوه إلى ما لا يستطيع.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( قال ابن عباس : أولو القوة: لا يرفعها العصبة من الرجال. ) هذا سلف في أحاديث الأنبياء في باب إن قارون كان من قوم موسى ، وكذا لتنوء : لتثقل.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( فارغا إلا من ذكر موسى ) أي: فلا صبر لها عنه.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( الفرحين : المرحين ) سلف هناك.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) [ قصيه ]: اتبعي أثره، وقد يكون أن يقص الكلام نحن نقص عليك ) قلت: السياق هنا دال للأول.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 88 ] ( ص ) ( عن جنب : عن بعد عن جنابة واحد، وعن اجتناب أيضا ) قلت: وهذه المادة كلها دالة على ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( يبطش ويبطش ) أي: بكسر الطاء وضمها.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( يأتمرون : يتشاورون ) أي: فيك ليقتلوك. قاله أبو عبيد ،

                                                                                                                                                                                                                              يعني: أشراف قوم فرعون، وقال الزجاج : يعني: يأمر بعضهم بعضا بقتلك.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( العدوان والعداء والتعدي واحد ) أي: لا ظلم علي بأن أكلف أكثر منها وأطالب بالزيادة على ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( آنس: أبصر ) أي: ورأى.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( الجذوة: قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب ) قلت: وهي مثلثة الجيم قراءات ولغات.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( والشهاب: فيه لهب ).

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( الحيات أجناس: الجان والأفاعي والأساود ) قلت: سلف بيانه.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( ردءا : معينا. قال ابن عباس : لي يصدقني ) قلت: والتصديق لهارون، خلافا لمقاتل حيث قال: لفرعون، يقال: لفلان ردء: إذا كان ينصره ويشد ظهره، وأردأت الرجل: أعنته.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 89 ] ( ص ) ( وقال غيره -يعني: [ غير] ابن عباس - سنشد : سنعينك، كلما عززت شيئا فقد جعلت له عضدا ) أي: نعينك ونقويك به، وشد العضد كناية عن التقوية كما ذكره.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( المقبوحين : المهلكين ) أي: من المبعدين الملعونين، من القبح وهو الإبعاد.

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو زيد : يقال: قبح الله فلانا قبحا وقبوحا. أي: أبعده عن كل خير، قال الكلبي : يعني سواد الوجه وزرقة العين، وعلى هذا يكون بمعنى المقبحين.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وصلناه: بيناه وأتممناه ) أي: بينا لكفار مكة بما في القرآن من خبر الأمم الخالية كيف عذبوا بتكذيبهم. وقال الفراء : أنزلناه يتبع بعضه بعضا.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( يجبى : يجلب ) أي: من كل بلد. وقال الواحدي : يجمع، من قولك: جبيت الماء في الحوض، أي: جمعت. وقرئ: ( تجبى ) بالتاء.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( بطرت : أشرت ) قال ابن فارس : البطر: تجاوز الحد في المرح. وقيل: هو الطغيان بالنعمة. المعنى: بطرت في معيشتها. وقيل: أبطرها معيشتها.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 90 ] ( ص ) ( في أمها رسولا : أم القرى مكة وما حولها ) سميت بذلك ; لأن الأرض دحيت من تحتها.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( تكن : تخفي. أكننت الشيء: أخفيته، وكننته: أخفيته وأظهرته ) كذا في الأصول في الثاني: أخفيته بالألف، ولأبي ذر بحذفها. وكذا هو عند ابن فارس : أخفيته: سترته، وخفيته: أظهرته. وقال أبو عبيد : أخفى الشيء وخفي إذا ظهر، قال: وهو من الأضداد.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( ويكأن الله : مثل "ألم تر أن الله" ) هو قول أبي عبيدة ، وعبارة ابن عباس : ذلك. وقال الخليل والفراء : مفصولة من ( كأن )، وذلك أن القوم تندموا فقالوا: وي، متندمين على ما سلف منهم، و ( كأن ) في مذهب الظن والعلم.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر : يوسع عليه ويضيق عليه ) سلف هناك.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية