الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4859 [ ص: 485 ] 55 - باب:

                                                                                                                                                                                                                              5154 - حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن حميد ، عن أنس قال أولم النبي - صلى الله عليه وسلم - بزينب فأوسع المسلمين خيرا ، فخرج -كما يصنع إذا تزوج - فأتى حجر أمهات المؤمنين يدعو ويدعون ، ثم انصرف فرأى رجلين فرجع ، لا أدري آخبرته أو أخبر بخروجهما . [انظر : 4791 - مسلم: 1428 - فتح: 9 \ 221 ] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              وساق فيه عن يحيى -هو القطان - عن حميد ، عن أنس قال أولم النبي - صلى الله عليه وسلم - بزينب فأوسع المسلمين خبزا ولحما ، فخرج -كما يصنع إذا تزوج - فأتى حجر أمهات المؤمنين يدعو ويدعون ، ثم انصرف فرأى رجلين فرجع ، لا أدري آخبرته أو أخبر بخروجهما .

                                                                                                                                                                                                                              وذكره في التفسير بطوله ، عن عبد الله بن بكر ، عن حميد ، وفي آخره : وقال ابن أبي مريم : أنا يحيى ، حدثني حميد . ويحيى هذا هو ابن أيوب الغافقي فاعلمه .

                                                                                                                                                                                                                              واعترض ابن بطال فقال : الحديث ليس يتعلق بشيء من معنى الرحمة ، قال : وفي رواية النسفي فيه باب .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : ولعل وجهه -والله أعلم - لينبه على أن الصفرة للمتزوج ليست قصدا ، فتركت في هذا ، وقد يقع كما في الحديث قبله .

                                                                                                                                                                                                                              قال المهلب : اختلف في حديث أنس في ذكر الصفرة ، فروي : وبه أثر صفرة ، [وروي ] : وبه وضر صفرة .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : لا اختلاف بل هما واحد في المعنى .

                                                                                                                                                                                                                              وروي : فرأى عليه بشاشة العروس ، فسأله .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 486 ] ورواية ردغ من زعفران دال على أنها مما التصق بجسمه من الثياب المزعفرة التي تلبسها العروس .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل : إن من كان ينكح في [أول ] الإسلام يلبس ثوبا مصبوغا بصفرة ، من علامة العرس والسرور .

                                                                                                                                                                                                                              ألا ترى قوله : فرأى عليه بشاشة العروس . وقيل : إنما كان يلبسها ليعينه الناس على وليمته ومؤنته . وقد قال ابن عباس : أحسن الألوان كلها الصفرة ; لقوله تعالى : صفراء فاقع لونها تسر الناظرين [البقرة : 69 ] فقرن السرور بالصفرة .

                                                                                                                                                                                                                              وكان - عليه السلام - يحب الصفرة ، ألا ترى قول ابن عباس حين سئل عن صبغه بها ، فقال : إني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بالصفرة ، فأنا أصبغ بها وأحبها . وسيأتي من أحبها ومن كرهها من العلماء في اللباس إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                              والحديث دال أن نهيه الرجال عن المزعفر ليس على وجه التحريم ، وإنما ذلك من وجه دون وجه ، كذا في ابن بطال والنهي محمول على من قصده .

                                                                                                                                                                                                                              ونقل ابن عبد البر عن الزهري أن الصحابة كانوا يتخلقون ولا يرون به بأسا . وقال ابن شعبان : هذا جائز عند أصحابنا في الثياب دون

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 487 ] الجسد . وكره أبو حنيفة والشافعي وأصحابهما أن يصبغ الرجل ثيابه أو لحيته بالزعفران ; لحديث أنس : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزعفر الرجل .

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في الحج طرف من هذا ، وروينا بإسنادنا إلى الترمذي في "شمائله " من حديث قيلة : قالت : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه أسمال مليتين كانتا بزعفران وقد نفضته .

                                                                                                                                                                                                                              فائدة :

                                                                                                                                                                                                                              ذكر الزبير أن المرأة التي تزوجها عبد الرحمن ابنة أبي الخير واسمه أنس بن رافع .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية