الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5533 [ ص: 79 ] 49 - باب: خاتم الحديد

                                                                                                                                                                                                                              5871 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه أنه سمع سهلا يقول: جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: جئت أهب نفسي. فقامت طويلا، فنظر وصوب، فلما طال مقامها، فقال رجل: زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجة. قال: " عندك شيء تصدقها؟". قال: لا. قال: "انظر". فذهب ثم رجع فقال: والله إن وجدت شيئا. قال: "اذهب فالتمس ولو خاتما من حديد". فذهب ثم رجع قال: لا والله ولا خاتما من حديد. وعليه إزار ما عليه رداء، فقال: أصدقها إزاري. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إزارك إن لبسته لم يكن عليك منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليها منه شيء". فتنحى الرجل فجلس، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - موليا فأمر به فدعي، فقال: "ما معك من القرآن؟". قال سورة كذا وكذا لسور عددها. قال: "قد ملكتكها بما معك من القرآن". [انظر: 2310 - مسلم: 1425 - فتح: 10 \ 322]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث سهل بن سعد، الحديث السالف إلى قوله: "فالتمس ولو خاتما من حديد" وفي آخره: "ما معك من القرآن؟ ". قال: سورة كذا وكذا. لسور عددها. فقال: "قد ملكتكها بما معك من القرآن".

                                                                                                                                                                                                                              وخاتم الحديد كان يلبس في أول الإسلام، ثم أمر الشارع بطرحه.

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي من حديث بريدة أن رجلا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه خاتم من حديد، فقال: "مالي أجد عليك حلية أهل النار"، ثم جاء وعليه خاتم من صفر فقال: "مالي أجد منك ريح الأصنام"، ثم أتاه وعليه خاتم من ذهب فقال: "ارم عنك حلية أهل الجنة"، قال:

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 80 ] من أي شيء أتخذه؟ قال: "من فضة، ولا تتخذ مثقالا"
                                                                                                                                                                                                                              ثم قال: حديث غريب .

                                                                                                                                                                                                                              واختلف أصحابنا في كراهة لبس الخاتم الحديد والرصاص والنحاس، والأصح: المنع.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية