الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5708 [ ص: 387 ] 49 - باب: النميمة من الكبائر

                                                                                                                                                                                                                              6055 - حدثنا ابن سلام، أخبرنا عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من بعض حيطان المدينة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال: " يعذبان، وما يعذبان في كبيرة، وإنه لكبير، كان أحدهما لا يستتر من البول، وكان الآخر يمشي بالنميمة". ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين أو ثنتين، فجعل كسرة في قبر هذا، وكسرة في قبر هذا، فقال: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا". [انظر: 216 - مسلم: 292 - فتح: 10 \ 472]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - في صاحبي القبرين أيضا، وقد سلف، وفي إسناده عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن.

                                                                                                                                                                                                                              وقد أسلفت أول هذا الشرح في فصل معقود في جملة من الأسماء المتكررة فيه:

                                                                                                                                                                                                                              أن عبيدة كلهم بالضم، إلا السلماني وابن سفيان وابن حميد وعامر بن عبيدة فبالفتح وزدت عامر بن عبيدة قاضي البصرة، ذكره البخاري في كتاب الأحكام، كما نبه عليه الجياني ، وأهمله ابن الصلاح ومن بعده.

                                                                                                                                                                                                                              وبخط الدمياطي عبيدة بفتح العين ثلاثة في الصحيح:

                                                                                                                                                                                                                              واحد متفق عليه، وهو عبيدة بن عمرو السلماني، أسلم قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين، وصلى ولم يهاجر إليه، ولم يره، وعبيدة بن حميد الضبي هذا انفرد به البخاري، مات بعد سنة تسعين - أو فيها - ومائة، وولد سنة تسع ومائة، وعبيد بن سفيان الحضرمي، روى عن

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 388 ] أبي هريرة، انفرد به مسلم، وأهمل رابعا وخامسا (فاستنقذهم) .

                                                                                                                                                                                                                              فصل: في نبذة من فوائده السالفة:

                                                                                                                                                                                                                              فيه: إثبات عذاب القبر. وقال الداودي: وليس من الأحاديث الصحيحة أشد من هذا.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: المرور في القبور.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أنه كان يسمع ما لم يسمعه غيره ويخبر عن ذلك. وقال: فيه أن النميمة غيبة; لأنه ينم على الرجل في غيبته، ففيها الوجهان، قال: وقيل: هما أختان لا تفارق إحداهما الأخرى.

                                                                                                                                                                                                                              والعسيب: من جريد النخل.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: بركة مسه، وبركة دعائه، وبركة النخلة. قال الجوهري: العسيب: ما لم ينبت عليه خوص، فإذا نبت فهو سعف .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: " (ما لم ييبسا") هو بفتح الباء وكسرها (والكسر) لغتان; لأن فعل بالكسر يأتي على يفعل بفتح العين، إلا أفعالا تزاد، هذا منها [و] ومق يمق كما سلف، وورث يرث، ووثق يثق.

                                                                                                                                                                                                                              وقصد بالعسيب الرطب; لأنه يسبح ما دام أخضر بدليل قوله: "ما لم ييبسا".

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: " (كان أحدهما لا يستتر من البول") وروي: يستنزه، ويستبرئ، ويستتر.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 389 ] ومعنى أكثرها متقارب، الأول: من التباعد، والثاني: من الحدث، والثالث: من البول أو أعين الناس، وأنكر بعضهم الأولى والثانية.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (فكسرها بكسرتين أو ثنتين، فجعل كسرة في قبر هذا). هي بالكسر.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية