الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6001 [ ص: 296 ] 35 – باب: التعوذ من الفتن

                                                                                                                                                                                                                              6362 - حدثنا حفص بن عمر، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه -: سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه المسألة، فغضب، فصعد المنبر فقال: "لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم". فجعلت أنظر يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي، فإذا رجل كان إذا لاحى الرجال يدعى لغير أبيه فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال: "حذافة"، ثم أنشأ عمر فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولا، نعوذ بالله من الفتن. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط، إنه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما وراء الحائط". وكان قتادة يذكر عند الحديث هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم . [المائدة: 101] [انظر: 93 - مسلم: 2359 - فتح: 11 \ 172].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أنس - رضي الله عنه -: سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه المسألة، فغضب، فصعد المنبر فقال: "لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم". فجعلت أنظر يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لافا رأسه في ثوبه يبكي، فإذا رجل كان إذا لاحى الرجال يدعى لغير أبيه فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال: "حذافة".. الحديث. ويأتي في الفتن.

                                                                                                                                                                                                                              (وأحفوه): أكثروا عليه، يقال: أحفى وألحف، وقال الداودي: يريد سألوا عما يكره الجواب فيه; لئلا يضيق على أمته، وهذا في مسائل الدين لا في مسائل المال. وقوله: (لاحى الرجال): تسابوا، وهذا السائل هو عبد الله بن حذافة السهمي، وألحقه بأبيه الذي كان يدعى به، واندفع عنه القيل، ولما رجع إلى أمه قالت: ما حملك على ما صنعت؟ قال: كنا أهل جاهلية، وإن كنت لا أعرف أبي من كان.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية