الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
180 الأصل

[ 74 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الكعبة ومعه بلال وأسامة وعثمان بن [طلحة].

قال ابن عمر: فسألت بلالا ما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

قال: جعل عمودا عن يساره، وعمودا عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، ثم صلى.
وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة.

التالي السابق


الشرح

عثمان: هو [ابن] طلحة بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي الحجبي القرشي هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في [ ص: 215 ] الهدنة ودفع إليه مفتاح الكعبة وقال: خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة.

روى عنه: ابن عمر، وعروة بن الزبير.

والحديث صحيح رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك، ومسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك وقال: عمودين عن يساره وكذلك رواه الشافعي في موضع آخر، ورواه يحيى بن بكير وغيره عن مالك فقال: عمودين عن يمينه ويقال: إنه الصحيح.

وفي الباب عن عمر، وابن عمر.

وفي الحديث بيان أنه لا بأس بالصلاة في الكعبة خلافا لقول بعضهم إنه لا تصح الصلاة في الكعبة، ويروى عن أسامة بن زيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخل البيت دعا في نواحيها كلها ولم يصل فيه حتى خرج فرجح الشافعي رواية بلال فإنه أثبت وأسامة نفى ومعرفة الثبوت أسهل من معرفة الانتفاء، ولذلك جازت الشهادة على الإثبات دون النفي، وما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن أن يصلى في سبعة مواطن، وذكر في آخرها: فوق ظهر بيت الله قد يشعر باختصاص النهي بالظهر [ ص: 216 ] والمصلي في جوفها يستقبل ما شاء من جدرانها.

وقوله: وثلاثة أعمدة وراءه هذه الكلمة قد ترد بمعنى: خلف، وبمعنى: قدام، والمراد ها هنا الأولى؛ لما روي أنه كان بينه وبين الجدار قدر ثلاثة أذرع.




الخدمات العلمية