الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
870 [ 1241 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن نافع، أن ابن عمر قال: لا ينكح المحرم ولا ينكح، ولا يخطب على نفسه ولا على غيره .

التالي السابق


الشرح

عمر: هو ابن عبيد الله بن معمر، أبو حفص التيمي القرشي، وطلحة ابنه كان يخطب له .

وشيبة بن جبير: كذا هو في رواية مالك، ورواه أيوب عن نافع فقال: شيبة بن عثمان وهو الذي عد الأئمة صوابا ، وكأنه شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عمر ابن الخطاب.

وروى عنه: ابنه مصعب، [وأبو] وائل، وعكرمة.

[ ص: 312 ] توفي سنة تسع وخمسين.

وحديث عثمان مع قصة عمر بن عبيد الله بن معمر أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك، وأيضا عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع، وقد مر في الكتاب مرة مجردا عن القصة.

وحديث سليمان بن يسار ويزيد بن الأصم وسعيد بن المسيب قد تقدم ثلاثتها أيضا، [و] ذكرنا بعض ما يتعلق بالباب.

وقول سعيد: "وهم الذي روى" يقال: وهم بالكسر يوهم إذا غلط، ووهم بالفتح إلى كذا يهم: إذا ذهب وهمه إليه، وأراد ابن عباس; ففي "الصحيحين" من روايته أنه تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة وهو محرم .

ورجح الشافعي ما رواه يزيد بن الأصم لما سبق أنه رواه عن ميمونة نفسها، وكذلك رواه أبو رافع، وبأن الصحابة أخذوا بما يوافق تلك الرواية فرد عمر -رضي الله عنه- نكاح طريف في الإحرام، وقال ابن عمر: لا ينكح المحرم ولا ينكح، وعن علي وزيد بن ثابت مثله، ولا نعرف لهم مخالفا، على أن من الأصحاب من قال: ينعقد نكاح النبي - صلى الله عليه وسلم - في حالة الإحرام وعده من خواصه في النكاح ، وعلى هذا فيجب العمل [ ص: 313 ] [بحديث] عثمان في حق غيره وإن حدث أنه نكح ميمونة محرما، وذهب أبو حنيفة إلى أن الإحرام لا يمنع صحة النكاح أصلا.




الخدمات العلمية