الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1198 الأصل

[ 1319 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا محمد بن علي بن شافع، أخبرني عبد الله بن علي بن السائب، عن عمرو بن أحيحة بن الجلاح -أو عمرو بن فلان بن أحيحة، قال الشافعي: أنا شككت- عن خزيمة بن ثابت; أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن إتيان النساء في أدبارهن، أو إتيان الرجل امرأته في دبرها.

[ ص: 409 ] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حلال" فلما ولى الرجل دعاه أو أمر به فدعي، فقال: "كيف قلت"؟

في أي الخربتين أو في أي الخرزتين أو في أي الخصفتين، أمن دبرها في قبلها فنعم، أمن دبرها في دبرها فلا، إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن".
.

قال الشافعي: قال: فما تقول؟

قلت: عمي ثقة، وعبد الله بن علي ثقة، وقد أخبرني محمد عن الأنصاري المحدث به أنه أثنى عليه خيرا، وخزيمة ممن لا يشك عالم في ثقته فلست أرخص فيه بل أنهى عنه .

التالي السابق


الشرح

عمرو الذي روى عنه عبد الله بن علي بن السائب شك الشافعي في نسبه أهو عمرو بن أحيحة بن الجلاح، أو عمرو بن فلان بن أحيحة بن الحلاج، وروى الحديث عن محمد بن علي بن شافع: إبراهيم بن محمد بن العباس الشافعي، فقال: عمرو بن أحيحة بن الجلاح ولم يشك، وكأنه الأنصاري الذي ذكر الشافعي أنه أثنى عليه.

وقد وثق الشافعي رواة الحديث وحكم بمقتضاه، ويروى عن سعيد بن أبي هلال أن عبد الله بن علي بن السائب حدثه أن حصين بن محصن الخطمي حدثه [أن هرمي الخطمي حدثه] أن خزيمة بن ثابت حدثه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله لا يستحيي من الحق، لا [ ص: 410 ] تأتوا النساء في أدبارهن" .

وعن [هرمي] بن عبد الله الواقفي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أعجازهن" ويروى: "في أدبارهن".

وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه [قال ] "تلك اللوطية الصغرى" يعني: إتيان المرأة في دبرها.

وعن الحارث بن مخلد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ينظر الله إلى رجل يوم القيامة أتى امرأة في دبرها" .

وعن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أتى امرأة في دبرها، ومن أتى امرأة حائضا فقد برئ مما أنزل الله على محمد .

[ ص: 411 ] وعن علي بن طلق قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تأتوا النساء في أدبارهن .

ويروى تحريمه والنهي عنه عن علي وعبد الله بن مسعود وابن عباس وأبي الدرداء رضي الله عنهم.

وقوله: "في أي الخربتين أو في أي الخرزتين أو في أي الخصفتين" ذكر أبو عبيد الهروي هذه الألفاظ في الغريبين، وقال بعدها: كل قد روي فرد التردد إلى اختلاف الرواية ثم قال: الخربة: كل ثقب مستدير، وحكي عن أبي عبيد أنه قال: الذي تعرفه العرب أن الخربة: هي عروة المزادة، سميت خربة لاستدارتها، وكل ثقب مستدير فهو خربة.

قال: والخرزة مثل الخربة، والخصفة مثل الخرزة، من خصفت النعل.




الخدمات العلمية