الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
293 الأصل

[ 234 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، أبنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم فأرشد الأئمة واغفر للمؤذنين". .

[ ص: 443 ]

التالي السابق


[ ص: 443 ] الشرح

قد تقدم الحديث من رواية الشافعي، عن إبراهيم بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وأتينا بطرف مما يتعلق بإسناده ومتنه، والإسناد المذكور ها هنا أوضح وأقوى، وأورده الشافعي ها هنا في باب ترجمه ب كراهية الإمامة وصدر الباب بما روى عن إبراهيم بن محمد، عن صفوان - يعني - ابن سليم، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يأتي قوم فيصلون لكم، فإن أتموا كان لهم ولكم، وإن نقصوا كان عليهم ولكم وفسره بأنهم إن حافظوا على آدابها وسننها نالوا ونلتم فضيلتها وثوابها، وإلا فاتهم ما فوتوا ونلتم ثواب ما نويتموه، ولم يتمكنوا من إقامته لمتابعتهم، وقد روى البخاري هذا الحديث من رواية عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم ويشبه أن لا يريد بكراهة الإمامة إلا أنها عظيمة الوقع كثيرة الخطر، فلا ينبغي أن يشتغل بها إلا من وثق بالمحافظة على مواجبها، يبينه أنه قال في آخر الباب: وأكره الإمامة بالضمان وما على الإمام فيها، وإذا أم رجل انبغى له أن يتقي الله تعالى ويؤدي ما عليه في الإمامة، فإذا فعل رجوت أن يكون خيرا حالا من غيره، واستدل بعضهم بالحديث على أن من صلى بقوم جنبا أو محدثا تصح صلاتهم، وإن وجبت الإعادة عليه، وليس هذا الاستدلال بواضح، والله أعلم




الخدمات العلمية