الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
291 الأصل

[ 242 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، حدثني عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن إبراهيم قال: " رأيت أنس بن مالك صلى الجمعة في بيوت حميد بن عبد الرحمن بن عوف، فصلى بصلاة الإمام في المسجد، وبين بيوت حميد والمسجد الطريق".

التالي السابق


الشرح

عبد المجيد: سبط عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني.

سمع: سعيد بن المسيب، وعثمان بن عبد الرحمن.

وروى عنه: مالك بن أنس، وعبد العزيز بن محمد، وسليمان بن [ ص: 452 ] بلال.

وصالح: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

سمع: أنس بن مالك.

وسمع منه: عمرو بن دينار، ويوسف بن الماجشون، وابن عمه عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن.

وحميد: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، أبو إبراهيم، ويقال: أبو عبد الرحمن.

سمع: أبا هريرة، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، وأم سلمة، وأبا بكرة، وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.

وروى عنه: الزهري، وسعد بن إبراهيم، وابن أبي مليكة، ومحمد بن سيرين.

مات سنة خمس ومائة.

وهذا الأثر أورده الشافعي في الأم وعقبه بآخر في معناه، فروى عن إبراهيم عن هشام عن أبيه أنه كان يصلي الجمعة في بيوت حميد بن عبد الرحمن عام حج الوليد وكثر الناس، وبينها وبين المسجد الطريق [ ص: 453 ]

وبموجبها قال عطاء، وجواز الاقتداء إذا علم المأموم بصلاة الإمام وإن بعد أو حال حائل، وهما عند الشافعي محمولان على ما إذا اتصل الصف من المسجد إلى الموضع الآخر وكان بابه لافظا فيه، ويدل عليه ما روي عن عائشة أن نسوة صلين في حجرتها فقالت: لا تصلين بصلاة الإمام فإنكن في حجاب، وما روي عن عمرة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في حجرته والناس يأتمون به من وراء الحجرة يصلون بصلاته فهو مطلق، وفي سائر الروايات أنه كان جدار الحجرة قصيرا لا يحول ولا يمنع من النظر والعلم بصلاة الإمام، وروي عنه أنه كان قد احتجر بحصير وهو الذي أريد بالحجرة، وفي صحيح البخاري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له حصير يبسط بالنهار ويحتجره بالليل فثاب إليه ناس فصلوا وراءه.

قول: يحتجره أي: يتخذه شبه الحجرة فيصلي فيها، وقوله: وبين بيوت حميد والمسجد الطريق يوافق ظاهر المذهب في أن تخلل الطريق لا يضر إذا حصل اتصال الصف بين البناءين، وكذلك تخلل الطريق في الصحراء لا يضر.




الخدمات العلمية