الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
407 [ ص: 479 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الأصل

[ 258 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، حدثني سلمة بن عبد الله الخطمي، عن محمد بن كعب، أنه سمع رجلا من بني وائل يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تجب الجمعة على كل مسلم إلا امرأة أو صبي أو مملوك .

التالي السابق


الشرح

سلمة الخطمي: سمى الربيع أباه عبد الله، وروى المزني الحديث في مختصره عن الشافعي قال: سلمة بن عبيد الله وهما متقاربان.

ومحمد: هو ابن كعب بن سليم القرظي أبو حمزة المديني: يقال: إنه ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن أباه كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك.

سمع: ابن عباس، وزيد بن أرقم.

وسمع منه: الحكم بن عتيبة، وابن عجلان.

مات بالمدينة بعد المائة.

والحديث مرسل لكن له شواهد وآثار يقوى بها [ ص: 480 ]

فلا جمعة على النساء بالاتفاق، ولا على الصبيان والمجانين، وكذا لا جمعة على الرقيق عند أكثر أهل العلم، وليس في الحديث تعرض للمسافر وهو مستثنى أيضا فلا جمعة عليه، وإن كان يسمع النداء، وروى الدارقطني بإسناده في السنن عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس على المسافر جمعة ومن عدا هؤلاء فعليهم الجمعة؛ إلا أن يكون هناك عذر.

وقد روى أبو داود في سننه عن العباس بن عبد العظيم، حدثني إسحاق بن منصور، ثنا هريم، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض.

ثم قال أبو داود: وطارق هذا يعد في الصحابة؛ لأنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن لم يسمع منه شيئا.

وعلى هذا فالحديث مرسل من هذه الرواية أيضا، لكن الحافظ أبا الحسن الدارقطني روى بإسناده عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة؛ إلا مريض، أو مسافر، أو امرأة، أو صبي أو مملوك




الخدمات العلمية