الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
457 [ 305 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن عبيدة بن سفيان قال: سمعت عمرو بن أمية يقول: "لا يترك رجل مسلم الجمعة ثلاثا تهاونا لا يشهدها إلا كتب من (المنافقين).

التالي السابق


الشرح

عكرمة مولى ابن عباس، أبو عبد الله من علماء التابعين.

سمع: مولاه، وابن عمر، وأبا سعيد، وعائشة. وروى عنه: أبو الزبير، والشعبي، وأيوب [ ص: 533 ]

مات سنة أربع أو خمس أو سبع ومائة.

وعبيدة - بفتح العين - ابن سفيان بن الحارث بن الحضرمي، يعد في أهل المدينة.

روى عن: أبي الجعد الضمري، وأبي هريرة.

وروى عنه: ابنه عمر بن عبيدة، ويقال عمرو، وإسماعيل بن أبي حكيم، ومحمد بن عمرو بن علقمة.

وأبو الجعد الضمري معدود في الصحابة، قال أبو عيسى الترمذي: وسألت محمدا - يعني البخاري - عن اسمه فلم يعرفه، وقال: لا أعرف له إلا هذا الحديث الواحد.

وروى عتبة، عن محمد بن عمرو، عن عبيدة، عن أبي الجعد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومن ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه" فزاد هذه الزيادة.

وصالح بن كيسان أبو محمد، ويقال: أبو الحارث الغفاري مولاهم، مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، ويعد في التابعين؛ لأنه رأى ابن عمر وروى عنه [ ص: 534 ]

سمع: الزهري، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، والأعرج، وسليمان بن يسار.

روى عنه: مالك، وابن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وسليمان بن بلال.

مات بعد المائة والأربعين.

والتشديد في ترك الجمعة روي من رواية جابر بن عبد الله كما روي من رواية ابن عباس وأبي الجعد.

وقوله: عن أبيه عن عكرمة كذلك هو في غير نسخة من المسند وفي غير هذا الكتاب: عن أبيه أو عن عكرمة وهو الأقرب، وكذلك اللفظ في الأم.

وحديث أبي الجعد رواه الترمذي عن علي بن خشرم عن عيسى بن يونس عن محمد بن عمرو، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن محمد بن عمرو، وأبو داود عن مسدد عن يحيى عن محمد بن عمرو.

وقوله: كتب منافقا أي: ممن يعمل عمل المنافقين؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ثلاث من كن فيه فهو منافق.

ويجوز أن يريد أن الترك والتهاون يؤديان به إلى النفاق حقيقة.

وقوله: في بعض الحديث ثلاثا يعني: روي في بعض الروايات [ ص: 535 ] من ترك الجمعة ثلاثا وأما في حديث أبي الجعد فقد ذكر الثلاث ثم قال: في بعض الحديث ثلاثا يعني أن ذكر الثلاث جرى في بعض الروايات، وبعضهم ترك ذكر الثلاث، ثم أيد الخبرين بالأثر عن عمرو بن أمية الضمري - رضي الله عنه -.




الخدمات العلمية