الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
685 [ 392 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن نافع أن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: كل مال تؤدى زكاته فليس بكنز وإن كان مدفونا، وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز وإن لم يكن مدفونا .

التالي السابق


الشرح

جامع بن أبي راشد: هو الصيرفي الكوفي أخو الربيع.

روى عن: أبي وائل، وزيد بن أسلم.

روى عنه: السفيانان.

[ ص: 91 ] وعبد الملك بن أعين أخو حمران الكوفي، ينسب إلى التشييع.

سمع منه: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن [سميع] .

وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي أحد بني مالك بن ثعلبة بن دودان، أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه شيئا.

وسمع: عمر، وابن مسعود، وأبا مسعود الأنصاري، وحذيفة، وأبا موسى، ومسروقا، وعمرو بن شرحبيل، وغيرهم.

وروى عنه: عمرو بن مرة، ومنصور، والأعمش، والعلاء بن خالد الباهلي وغيرهم، وهو من كبار التابعين .

والحديث الأول أخرجه ابن ماجه عن محمد بن أبي عمر العدني عن سفيان واللفظ: "إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع" بالرفع وكذلك هو في بعض نسخ الكتاب، ثم قال: حتى يطوق به عنقه، ثم قرأ علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - مصداقه من كتاب الله تعالى: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله الآية.

والحديث الثاني موقوف من طريق مالك عن عبد الله بن دينار، [ ص: 92 ] وكذلك أخرجه في الموطأ ورواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عبد الله مرفوعا، وأخرجه البخاري من ذلك الوجه في الصحيح عن علي بن عبد الله عن هاشم بن القاسم عن عبد الرحمن.

ويروى حديث أبي هريرة في الباب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، وعن زيد بن أسلم وسهيل عن أبي صالح عن أبي هريرة.

وفي الباب عن أبي ذر وجابر بن عبد الله الأنصاري وهلب الطائي.

وقوله: "إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع" منصوب على أنه مفعول ثان، أي: جعل ماله شجاعا، ويؤيده أنه روي في بعض الروايات: يجيء كنز أحدكم شجاعا.

ومن رفع فقال: "شجاع أقرع" فهو ظاهر.

والشجاع: الحية الذكر، وقيل أنه يقع على كل حية، والجمع: شجعان -بالضم والكسر- وأشجعة.

والأقرع: الذي انحسر الشعر عن رأسه، وقد يكون ذلك من كثرة السم.

وفيه تهديد مانع الزكاة والوعيد بأن ماله يرى في صورة شجاع يتبعه وهو يفر منه حتى يجعل طوقا في عنقه.

والزبيبتان: قيل هما زبدتان في جانبي شدقه من كثرة السم كما يكون الإنسان من كثرة الكلام أو عند الغضب، وقيل: هما نكتتان [ ص: 93 ] سوداوان فوق العينين تكونان لأخبث الحيات وأوحشها.

وقوله: "حتى يمكنه" أي يتمكن منه ويستولي عليه.

وقوله: "أنا كنزك" قد فسر عبد الله بن عمر الكنز بالمال الذي لم تؤد زكاته، وبين أن ما أدي زكاته فليس هو بكنز وإن كان مدفونا، وعلى ذلك ينطبق قوله تعالى: والذين يكنزون الذهب والفضة الآية.




الخدمات العلمية