الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
105 [ 64 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغرف على رأسه ثلاثا وهو جنب.

التالي السابق


الشرح

جعفر: هو الصادق أبو عبد الله، من سادات أهل المدينة وأهل البيت.

سمع: أباه، ومحمد بن المنكدر، وعطاء بن أبي رباح.

وروى عنه: عبد الوهاب الثقفي، والثوري، والدراوردي، ومالك، وغيرهم.

توفي سنة ثمان وأربعين ومائة وهو ابن أربع وأربعين سنة [ ص: 199 ]

وأبوه: محمد بن علي بن [الحسين] بن علي بن أبي طالب الباقر المدني.

سمع: جابرا، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن أبي رافع.

وروى عنه: الأوزاعي، وعمرو بن دينار.

مات سنة أربع عشرة ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

والحديثان صحيحان: أما الأول فأخرجاه في الصحيحين من وجوه عن هشام بن عروة؛ وأما الثاني فأخرجه مسلم من رواية جعفر بن محمد، والحديث الأول قريب من رواية مالك عن هشام في صفة غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجنابة، وزاد ها هنا غسل الفرج وذلك لإزالة القذر، وبتقدير فرض النجاسة بناء على أن رطوبة فرج المرأة نجسة أو لغيره فلا بد له من إزالتها أولا وإيقاع الغسل بعده.

وقوله: ثم يشرب شعره الماء يقال: شرب القربة إذا جعل فيها طينا وماء وهي جديدة ليطيب طعمها، وشرب مالي وأكله أي: أطعمه الناس، ويجوز: ثم يشرب يقول: أشربت الإبل حتى شربت، وأشربتني ما لم أشرب أي: ادعيت علي ما لم أفعل، والإشراب: خلط لون بلون، يقال: أشرب فلان حمرة، وبالجملة فقوله: ثم يشرب شعره في هذه الرواية كقوله: فخلل أصول شعره في رواية مالك [ ص: 200 ]

وقوله: كان يغرف على رأسه ثلاثا وهو جنب أي: إذا اغتسل لرفع الجنابة.




الخدمات العلمية