الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
92 الأصل

[ 66 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، عن عباد بن منصور، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن الحصين؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلا كان جنبا أن يتيمم ثم يصلي، فإذا وجد الماء اغتسل يعني: وذكر حديث أبي ذر: " "إذا وجدت الماء فمسه جلدك" .

[ ص: 203 ]

التالي السابق


[ ص: 203 ] الشرح

عباد بن منصور: هو أبو سلمة البصري.

روى عن: أيوب، وعكرمة.

وروى عنه: وكيع، وغيره.

وأبو رجاء العطاردي: هو عمران بن ملحان، وقيل: عمران بن تيم، وقيل: ابن عبد الله البصري، أدرك زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره وأسلم بعد فتح مكة وسمع: عمران بن الحصين، وسمرة بن جندب، وابن عباس.

وروى عنه: سلم بن زرير، وجرير بن حازم، وعوف الأعرابي، وسعيد بن أبي عروبة، ويقال: إن أبا رجاء بلغ عمره مائة وثلاثين.

وعمران: هو ابن الحصين بن عبيد بن خلف بن (تميم) بن سالم بن غاضرة الخزاعي أبو نجيد.

سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونزل بعده البصرة وتوفي سنة اثنين وخمسين.

والحديث صحيح وهو مختصر ما رواه عوف الأعرابي، عن أبي رجاء، عن عمران قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فدعا بماء فتوضأ ثم صلى بالناس، فلما انفتل إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم، فقال: يا فلان، ما منعك أن تصلي مع القوم؟ [ ص: 204 ] قال: يا رسول الله، أصابتني جنابة ولا ماء.

قال: عليك بالصعيد فإنه يكفيك.


وقوله: وذكر حديث أبي ذر يريد أن الربيع قال: وذكر الشافعي حديث أبي ذر أيضا في الاحتجاج على أن الجنب يتيمم كما أن المحدث يتيمم، وحديث أبي ذر هو ما رواه أبو قلابة عن عمرو بن بجدان قال: سمعت أبا ذر يقول: اجتمعت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنم من غنم الصدقة فقال: ابد فيها يا أبا ذر فبدوت فيها إلى الربذة فكان يأتي علي الخمس والست وأنا جنب فوجدت في نفسي، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك فقال: إن الصعيد الطيب وضوء المسلم.

ويروى: طهور المسلم - وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجده فليمسه بشرته.




الخدمات العلمية