الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                590 ص: حدثنا أحمد بن داود ، قال: نا بكر بن خلف ، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: أخبرني أبي ، عن قتادة ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه ، عن علي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الرضيع: "يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام". .

                                                التالي السابق


                                                ش: بكر بن خلف البصري شيخ البخاري وأبي داود وابن ماجه .

                                                وأبو حرب روى له مسلم، وأبوه: أبو الأسود اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، روى له الجماعة، وهو أول من تكلم في النحو.

                                                وأخرجه أبو داود ، نا مسدد، قال: نا يحيى ، عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه، عن علي - رضي الله عنه - قال: "يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام ما لم يطعم".

                                                [ ص: 244 ] نا ابن المثنى، نا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبي الأسود ، عن علي بن أبي طالب: "أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال .. " فذكر معناه، لم يذكر: "ما لم يطعم".

                                                زاد: قال قتادة: "هذا ما لم يطعما الطعام، فإذا طعما غسلا جميعا".

                                                وأخرجه ابن ماجه ، والترمذي ، وقال: حديث حسن، وذكر أن هشاما الدستوائي رفعه عن قتادة، وأن سعيد بن أبي عروبة وقفه عنه ولم يرفعه، وقال البخاري: وسعيد بن أبي عروبة لا يرفعه، وهشام الدستوائي يرفعه وهو حافظ.

                                                وأخرجه الدارقطني : عن أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي ، عن الهيثم العبدي ، عن معاذ بن هشام ... إلى آخره نحو رواية الطحاوي، وفي آخره: قال قتادة: "هذا ما لم يطعما فإذا طعما الطعام غسلا جميعا".

                                                قوله: "في الرضيع" وهو اسم للمولود الذي يرضع، يقال: رضع الصبي أمه يرضعها رضاعا مثل سمع يسمع سماعا، وأهل نجد يقولون: رضع يرضع رضعا [1\ق150-أ] مثل: ضرب يضرب ضربا، وأرضعته أمه، وامرأة مرضع أي لها ولد ترضعه، فإن وصفتها بإرضاع الولد، قلت: مرضعة.

                                                قوله: "وينضح" من نضح الماء عليه ينضحه نضحا إذا ضربه بشيء فأصابه منه رشاش، ونضح عليه الماء رش، قاله ابن سيدة .

                                                وقال الأصمعي: نضحت عليه الماء نضحا، وأصابه نضح من كذا.

                                                [ ص: 245 ] وقال ابن الأعرابي: النضح ما كان على اعتماد ، والنضخ ما كان على غير اعتماد، وقيل: هما لغتان بمعنى، وكله رش.

                                                وقال أبو علي: النضح ما كان من علو إلى سفل، ونضح البيت ينضحه نضحا، رشه رشا خفيفا، وفي "الجامع للقزاز": نضحت الشيء بالماء إذا رششته، والنضح أكثر من النضخ في رش الماء، ومنه قول قتادة: النضح من النضح ، وقالوا: النضح ما بقي له أثر، وقيل: النضخ بما غلظ كالدم والطيب، والنضح بالحاء المهملة بما رق، وفي "المنتهى" لأبي المعالي: النضح الرش، وأصابنا نضح من مطر، ونضحه، أي: مطر خفيف، وفي "الواعي" لأبي محمد، و"الصحاح" لأبي نصر، و"المجمل" لابن فارس ، و"الجمهرة" لابن دريد ، وابن القوطية ، وابن القطاع ، وابن طريف في "الأفعال"، والفارابي في "ديوان الأدب"، ويعقوب في "الألفاظ"، وكراع في "المنتخب"، وغيرهم: النضح: الرش.




                                                الخدمات العلمية