الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                593 ص: حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب ، قال: أخبرني مالك ، والليث ، وعمرو ، ويونس ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أم قيس ابنة محصن:

                                                [ ص: 247 ] " أنها أتت بابن لها لم يأكل الطعام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجلسه رسول الله - عليه السلام - في حجره، فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه، ولم يغسله". .

                                                التالي السابق


                                                ش: هؤلاء كلهم رجال الصحيح، ويونس هو ابن عبد الأعلى ، وابن وهب عبد الله ، وعمرو هو ابن الحارث المصري ، ويونس هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله الفقيه الأعمى المدني [1\ق150-ب] أحد الفقهاء السبعة بالمدينة .

                                                وأخرجه الجماعة: فالبخاري : عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله ... إلى آخره نحوه.

                                                ومسلم عن محمد بن عبيد الله بن المهاجر ، عن الليث ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أم قيس بنت محصن: "أنها أتت رسول الله - عليه السلام - بابن لها لم يأكل الطعام، فوضعته في حجره فبال، قال: فلم يزد على أن نضح بالماء".

                                                وفي رواية لمسلم : "فدعا بماء فرشه".

                                                وأبو داود ، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي ، عن مالك ، عن ابن شهاب ... إلى آخره نحو رواية الطحاوي .

                                                والترمذي : عن قتيبة وابن منيع، كلاهما عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أم قيس بنت محصن، قالت: "دخلت بابن لي على النبي - عليه السلام - لم يأكل الطعام، فبال عليه، فدعا بماء فرشه عليه".

                                                والنسائي : عن قتيبة ، عن مالك ، عن ابن شهاب ... إلى آخره نحو رواية الطحاوي .

                                                [ ص: 248 ] وابن ماجه : عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، كلاهما عن سفيان ابن عيينة ، عن الزهري .. إلى آخره، نحو رواية الترمذي .

                                                وأخرجه الطبراني : بأتم منه، نا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر وابن جريج وابن عيينة ، عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة: "أن أم قيس بنت محصن، وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله - عليه السلام - فأخبرتني أنها أتت رسول الله - عليه السلام - بابن لها لما يبلغ أن يأكل الطعام، وقد أغلقت عليه من العذرة رفعتها بيدها فقال رسول الله - عليه السلام -: علام تذعرن أولادكن بهذه العلائق، عليكم بهذا العود الهذي يعني القسط، فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب. قال عبيد الله: فأخبرتني أم قيس أن ابنها بال في حجر النبي - عليه السلام -، فدعا رسول الله - عليه السلام - بماء، فصبه على بوله ولم يغسله".

                                                قوله: "أم قيس" قال السهيلي: اسمها آمنة بنت وهب بن محصن، وقال أبو عمر: اسمها جذامة، وهي أخت عكاشة بن محصن .

                                                قوله: "في حجره" بفتح الحاء وكسرها لغتان مشهورتان.

                                                قوله: "فبال على ثوبه" الظاهر أن الضمير في "ثوبه" يرجع إلى النبي - عليه السلام -، وقد قيل: إنه يرجع إلى الابن، أي بال الابن على ثوب نفسه، وهو في حجره - عليه السلام -، فنضح عليه الماء خوفا أن يكون طار على ثوبه منه شيء.

                                                قلت: وهذا تأييد لقول الحنفية، فافهم.

                                                قوله: "أعلقت عليه" رفعتها بيدها.

                                                [ ص: 249 ] "والعذرة" بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة: وجع الحلق من الدم، وذلك الموضع أيضا سمي عذرة، وهو قريب من اللهاة.

                                                قوله: "تذعرن" من ذعرته أذعره ذعرا: أفزعته، والاسم الذعر بالضم.




                                                الخدمات العلمية