الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                905 ص: حدثنا فهد ، قال: حدثنا أبو نعيم ، قال: ثنا بدر بن عثمان ، قال: حدثني أبو بكر بن أبي موسى ، عن أبيه، عن النبي -عليه السلام- قال: "أتاه سائل فسأله عن مواقيت [ ص: 157 ] الصلاة ، فلم يرد عليه شيئا، فأمر بلالا فأقام الفجر حين انبثق الفجر والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضا، ثم أمره فأقام الظهر حين زالت الشمس والقائل يقول: انتصف النهار أو لم، وكان أعلم منهم، ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة، ثم أمره فأقام المغرب حين وقعت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق، ثم أخر الفجر من الغد حتى انصرف منها والقائل يقول: طلعت الشمس أو كادت، ثم أخر الظهر حتى كان قريبا من العصر، ثم أخر العصر حتى انصرف منها والقائل يقول: احمرت الشمس، ثم أخر المغرب حتى كان عند سقوط الشفق، ثم أخر العشاء حتى كان ثلث الليل الأول، ثم أصبح فدعا السائل فقال: الوقت فيما بين هذين" .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح على شرط مسلم .

                                                وأبو نعيم الفضل بن دكين شيخ البخاري وغيره، وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري اسمه عمرو ويقال: عامر ، واسم أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري .

                                                وأخرجه مسلم : ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا بدر بن عثمان ، قال: ثنا أبو بكر بن أبي موسى ، عن أبيه، عن رسول الله -عليه السلام-: "أنه أتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة فلم يرد عليه شيئا، قال: فأقام الفجر..." إلى آخره نحوه سواء.

                                                وأخرجه النسائي أيضا: ثنا عبدة بن عبد الله وأحمد بن سليمان ، قالا: ثنا أبو داود ، عن بدر بن عثمان ، قال: أملى علي أبو بكر بن أبي موسى ، عن أبيه قال: "أتى النبي -عليه السلام- سائل يسأله عن مواقيت الصلاة فلم يرد عليه شيئا، فأمر بلالا فأقام بالفجر حين انشق، ثم أمره بالظهر... " إلى آخره نحوه.

                                                قوله: "فأقام بالفجر" أي بصلاة الفجر.

                                                [ ص: 158 ] "حين انشق الفجر" أي حين طلع الفجر الثاني وهو الفجر الصادق.

                                                قوله: "والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضا" جملة اسمية وقعت حالا.

                                                قوله: "فأقام الظهر" أي صلاة الظهر.

                                                قوله: "والقائل يقول" أيضا جملة حالية.

                                                قوله: "أو لم" أي: أو لم ينتصف، وقد ذكر النحاة أن لم لا يحذف الفعل منها إلا للضرورة كما قال ابن عمر - وهو ابن هرمة -:


                                                احفظ وديعتك التي استودعتها يوم الأعارب إن وصلت وإن لم

                                                أي: وإن لم توصل، ولكن الحديث يرده؛ لأنه جاء الحذف فيه من غير ضرورة.

                                                قوله: "والشمس مرتفعة" جملة حالية أيضا.

                                                قوله: "حين وقعت الشمس" أي: حين سقطت للغروب.

                                                قوله: "أو كادت" أي: وكادت تطلع الشمس.

                                                قوله: "والقائل يقول" جملة حالية أيضا.

                                                قوله: "حتى كان عند سقوط الشفق" أراد به قريبا من غروب الشفق؛ لأن عند سقوط الشفق حقيقة يخرج وقت المغرب.

                                                قوله: "حتى كان ثلث الليل الأول" برفع الأول؛ لأنه صفة للثلث لا لليل، فافهم.

                                                قوله: "فيما بين هذين" أي هذين الوقتين اللذين صلى فيهما في اليومين.




                                                الخدمات العلمية