الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1376 ص: حدثنا ربيع الجيزي، قال: ثنا أبو زرعة ، قال: أنا حيوة ، قال: سمعت ابن عجلان يحدث، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: " اشتكى الناس إلى النبي - عليه السلام - التفرج في الصلاة، فقال - عليه السلام -: استعينوا بالركب". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، وأبو زرعة وهب الله بن راشد الحجري المصري المؤذن ، وحيوة بن شريح بن صفوان بن مالك التجيبي المصري ، وابن عجلان هو محمد بن عجلان المدني، وسمي القرشي المدني روى له الجماعة، وأبو صالح ذكوان الزيات .

                                                وأخرجه أبو داود في باب: رخصة افتراش اليدين في السجدة: ثنا قتيبة بن سعيد، نا الليث ، عن ابن عجلان ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال: "اشتكى أصحاب النبي - عليه السلام - مشقة السجود عليهم إذا انفرجوا، فقال: استعينوا بالركب".

                                                [ ص: 209 ] وأخرجه الترمذي في الاعتماد في السجود: ثنا قتيبة ... إلى آخره نحوه. غير أن لفظه: "اشتكى بعض أصحاب النبي - عليه السلام - إلى النبي - عليه السلام - مشقة السجود عليهم إذا تفرجوا، فقال: استعينوا بالركب". قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - عليه السلام - إلا من هذا الوجه من حديث الليث عن ابن عجلان، وقد رواه سفيان بن عيينة وغير واحد عن سمي ، عن النعمان بن أبي عياش ، عن النبي - عليه السلام - نحو هذا وكأن رواية هؤلاء أصح من رواية الليث. انتهى.

                                                قلت: هذا مرسل وقال البخاري: هذا بإرساله أصح.

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه الكبير" : من حديث ابن عيينة ، عن سمي ، عن النعمان بن أبي عياش قال: "شكوا إلى رسول الله - عليه السلام - الاعتماد والادعام في الصلاة، فرخص لهم أن يستعين الرجل بمرفقيه على ركبتيه أو فخذيه". انتهى.

                                                قلت: النعمان بن أبي عياش الزرقي الأنصاري من التابعين، روى عن عبد الله بن عمرو وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله، وعن يحيى: أنه ثقة.

                                                فإن قلت: لم يستدل أحد غير الطحاوي بهذا الحديث على وضع الأيدي على الركب في الركوع، فهذا أبو داود والترمذي بوباه لما ذكرنا، ومحمد بن عجلان فسر قوله: "استعينوا بالركب" وقال: معناه أن يضع مرفقيه على ركبتيه إذا طال السجود وأعيا.

                                                قلت: قوله - عليه السلام -: "استعينوا بالركب" أعم من أن يكون في الركوع أو في السجود، أي استعينوا بأخذ الركب، والمعنى بوضع الأيدي على الركب.

                                                قوله: "اشتكى الناس" من شكا يشكو يقال: شكوت فلانا أشكوه شكوا وشكاية وشكية وشكاة.

                                                [ ص: 210 ] وقوله: "التفرج" مفعوله; وأراد به الانفراج.

                                                فإن قلت: قد سكت الترمذي عن هذا، فكيف قلت: إنه صحيح؟

                                                قلت: الحديث أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: صحيح على شرط مسلم .




                                                الخدمات العلمية