الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1401 ص: حدثنا أحمد بن الحسن بن القاسم الكوفي ، قال: سمعت ابن عيينة يقول: حدثني سليمان بن سحيم ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد ، عن أبيه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " كشف رسول الله - عليه السلام - الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر - رضي الله عنه -" ثم ذكر مثله.

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، ورجاله كلهم رجال الصحيح ما خلا أحمد بن الحسن .

                                                وأخرجه مسلم : ثنا سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، قالوا: أنا سفيان بن عيينة، قال: أخبرني سليمان بن سحيم ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد ، عن أبيه، عن ابن عباس قال: "كشف رسول الله - عليه السلام - الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر، فقال: يا أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو [ ص: 252 ] ساجدا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم".

                                                وأخرجه أبو داود : عن مسدد ، عن سفيان ، عن سليمان ... إلى آخره نحوه.

                                                وأخرجه النسائي : أنا علي بن حجر المروزي، قال: أبنا إسماعيل هو ابن جعفر، قال: ثنا سليمان بن سحيم ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس ، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس قال: "كشف رسول الله - عليه السلام - الستر ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه، فقال: اللهم بلغت ثلاث مرات، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له، ألا وإني قد نهيت عن القراءة في الركوع والسجود فإذا ركعتم فعظموا ربكم وإذا سجدتم فاجتهدوا [في الدعاء] ، فإنه قمن أن يستجاب لكم.

                                                قوله: "الستارة" بكسر السين، وهو: الستر الذي يكون على باب البيت والدار.

                                                قوله: "والناس صفوف" جملة حالية، وكذا قوله: "خلف أبي بكر" .

                                                قوله: "إنه" أي إن الشأن.

                                                قوله: "من مبشرات النبوة" جمع مبشرة، وهي الأمور المبشرة بالنبوة كصدق الرؤيا، ورؤية الضوء، وسماع الصوت، وسلام الحجر والشجر عليه بالنبوة، ثم صار بغلبة الاستعمال كالاسم، واشتقاقها من البشارة، والبشارة المطلقة لا تكون إلا بالخير، من بشرت الرجل أبشره -بالضم- بشرا وبشورا من البشرى، وكذلك الإبشار والتبشير، ثلاث لغات، والاسم: البشارة، والبشارة بالكسر والضم، والنبوة من النبأ وهو الخبر تقول: نبأ، ونبأ، وأنبأ، أي: أخبر، ومنه أخذ النبي; لأنه أنبأ عن الله تعالى، وهو فعيل بمعنى فاعل.

                                                [ ص: 253 ] قوله: "إلا الرؤيا" وهي مقصورة مهموزة، ويجوز ترك همزها كنظائرها، من رأى في منامه رؤيا على وزن فعلى، والمراد "بالصالحة" صحتها أو حسن ظاهرها.

                                                قوله: "راكعا أو ساجدا" حالان من الضمير الذي في: "أن أقرأ".




                                                الخدمات العلمية