الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1423 1424 1425 1426 ص: حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، قال: سمعت أبا علقمة يحدث، عن أبي هريرة ، عن النبي - عليه السلام - نحوه، غير أنه لم يذكر قوله: "سمع الله لكم ... " إلى آخر الحديث.

                                                حدثنا أبو بكرة وابن مرزوق، قالا: ثنا سعيد بن عامر، قال: ثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي - عليه السلام - مثله.

                                                حدثنا نصر بن مرزوق ، قال: ثنا الخصيب بن ناصح ، قال: ثنا وهيب بن خالد ، عن مصعب بن محمد القرشي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي - عليه السلام - مثله.

                                                [ ص: 288 ] حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة، أن رسول الله - عليه السلام - قال: "إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد; فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه أربع طرق صحاح:

                                                الأول: عن أبي بكرة بكار ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء العامري الطائفي ، عن أبي علقمة المصري مولى بني هاشم، ويقال مولى عبد الله بن عباس، روى له الجماعة البخاري في غير الصحيح.

                                                وأخرجه مسلم : ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: نا شعبة (ح)

                                                ونا عبيد الله بن معاذ -واللفظ له- قال: ثنا أبي، قال: ثنا شعبة ، عن يعلى وهو ابن عطاء، سمع أبا علقمة، سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - عليه السلام -: "إنما جعل الإمام جنة فإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإذا وافق قول أهل الأرض قول أهل السماء غفر له ما تقدم من ذنبه".

                                                الثاني: عن أبي بكرة أيضا وإبراهيم بن مرزوق، كلاهما عن سعيد بن عامر الضبعي ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي هريرة ، عن النبي - عليه السلام -.

                                                وأخرجه الدارمي في "سننه" : أنا يزيد بن هارون، أنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - عليه السلام -: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: سمع الله لمن [ ص: 289 ] حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، وإذا صلى قائما فصلوا قياما، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون".

                                                الثالث: عن نصر بن مرزوق ، عن الخصيب بن ناصح البصري نزيل مصر، عن وهيب بن خالد البصري ، عن مصعب بن محمد بن شرحبيل المكي ، عن أبي صالح ذكوان الزيات ، عن أبي هريرة نحوه.

                                                وأخرجه أبو داود : ثنا سليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم -المعنى- عن وهيب ، عن مصعب بن محمد ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد -قال مسلم: ولك الحمد- وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا حتى يسجد، وإذا صلى قائما فصلوا قياما، وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون".

                                                الرابع: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن سمي ، عن أبي صالح ذكوان ، عن أبي هريرة .

                                                وهؤلاء كلهم رجال "الصحيح".

                                                وأخرجه الجماعة غير ابن ماجه:

                                                فالبخاري : عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك .

                                                ومسلم : عن يحيى بن يحيى ، عن مالك .

                                                وأبو داود : عن عبد الله بن مسلمة ، عن مالك .

                                                [ ص: 290 ] والترمذي : عن إسحاق بن موسى ، عن معن ، عن مالك، وليس في روايته "اللهم".

                                                والنسائي : عن قتيبة ، عن مالك نحو رواية الترمذي .

                                                قوله: "فإنه" أي فإن الشأن.

                                                قوله: "من وافق قوله قول الملائكة" يعني في قوله "آمين" في زمن واحد، وقيل: الموافقة بالصفة من الإخلاص والخشوع، وقيل: موافقته إياهم: دعاؤه للمؤمنين كدعاء الملائكة لهم، وقيل: الموافقة: الإجابة، أي فمن استجيب له كما يستجاب لهم، وهو بعيد. وقيل: هي إشارة إلى الحفظة وشهودها الصلاة مع المؤمنين، فنؤمن إذا أمن الإمام، فمن فعل فعلهم وحضر حضورهم الصلاة، وقال قولهم; غفر له.

                                                والقول الأول أولى.

                                                وقال الخطابي: وفيه دلالة على أن الملائكة يقولون مع المصلي هذا القول، ويستغفرون ويحضرون بالدعاء والذكر.




                                                الخدمات العلمية