الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1567 ص: وخالفه في ذلك أيضا عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، فروي عنه، عن النبي - عليه السلام - في ذلك ما حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا شعيب بن الليث ، وأسد بن موسى ، قالا: ثنا الليث بن سعد ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، وطاوس ، عن ابن عباس قال: " كان رسول الله - عليه السلام - يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".

                                                التالي السابق


                                                ش: أي خالف عمر- رضي الله عنه - في تشهده المذكور أيضا عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -.

                                                وأخرج حديثه بإسناد صحيح، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي .

                                                وأخرجه مسلم : ثنا قتيبة بن سعيد، قال: نا الليث .

                                                وثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أنا الليث ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير .

                                                وعن طاوس ، عن ابن عباس أنه قال: "كان رسول الله - عليه السلام - يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، [ ص: 464 ] السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله" وفي رواية ابن رمح: "كما يعلمنا القرآن".

                                                وأخرجه أبو داود ، والترمذي كلاهما أيضا عن قتيبة ... إلى آخره نحوه.

                                                وأخرجه النسائي أيضا: عن قتيبة، ولكن آخره نحو رواية الطحاوي: "وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".

                                                وأخرجه ابن ماجه : عن محمد بن رمح ، عن الليث ، عن أبي الزبير ... إلى آخره، نحو رواية الطحاوي .

                                                وقال الشيخ محيي الدين النووي -رحمه الله-: التقدير: التحيات والمباركات والصلوات والطيبات، كما في حديث ابن مسعود وغيره، ولكن حذفت الواو اختصارا.

                                                قلت: حذف واو العطف لا يجوز عند الجمهور، وبعضهم جوزه في الضرورة، ولا ضرورة هنا، ولا فائدة في اختصارها، ويقال: في حديث ابن عباس اضطراب، فمن اضطرابه: أن الشافعي: رواه بتنكير السلام، وأحمد بتعريفه، وقال الشافعي وأحمد: "وأن محمدا"، وفي رواية مسلم وغيره: "وأشهد أن محمدا"، وفي رواية لمسلم: "وأن محمدا"، و"السلام" معرفة.

                                                فإن قالوا: رجحناه لزيادة: "المباركات"; لموافقتها الآية الكريمة: تحية من عند الله مباركة

                                                [ ص: 465 ] فيقال: لم يشرع في السلام: حياكم الله، وإن وافق ذلك لفظ القرآن في قوله تعالى: حييتم بتحية فحيوا بأحسن وفي حديث جابر زيادات كان ينبغي أن تعتد وكذا في حديث علي - رضي الله عنه - على ما نذكره إن شاء الله تعالى.




                                                الخدمات العلمية