الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2169 ص: حدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا أسد، قال: ثنا ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري، قال: أخبرني أبي، عن عبد الله بن وديعة ، عن سلمان الخير، أن النبي - عليه السلام - قال: "لا يغتسل الرجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ثم ادهن من دهن أو مس من طيب بيته، ثم راح فلم يفرق بين اثنين وصلى ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى".

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وابن أبي ذئب هو محمد بن الحارث بن أبي ذئب ، وسعيد هو ابن أبي سعيد المقبري، ونسبته إلى مقبرة لسكناه بها، وأبوه كيسان المقبري ، وسلمان الخير هو سلمان الفارسي - رضي الله عنه -.

                                                وأخرجه البخاري: ثنا عبدان، قال: أنا عبد الله، قال: أنا ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه، عن ابن وديعة ، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من اغتسل يوم الجمعة وتطهر بما استطاع من طهر، ثم ادهن أو مس من طيب، ثم راح، فلم يفرق بين اثنين، فصلى ما كتب له، ثم إذا خرج الإمام أنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى".

                                                وأخرجه أحمد أيضا في "مسنده".

                                                وابن ماجه أيضا بهذا الإسناد ولكن عن أبي ذر - رضي الله عنه -.

                                                قوله: "ويتطهر ما استطاع" أي قدر طاقته واستطاعته، من الطهارة الصغرى أو الكبرى.

                                                قوله: "ثم راح" معناه: ثم مشى إلى الصلاة وذهب إليها، ولم يرد رواح آخر النهار، يقال: راح القوم وتروحوا إذا ساروا أي وقت كان.

                                                قوله: "ما بينه" أي ما بين يومه ذلك وبين يوم الجمعة الأخرى، والمراد [ ص: 47 ] الذنوب التي لا مطالب لها من جهة العباد، والله أعلم.




                                                الخدمات العلمية