الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2604 ص: وحجة أخرى : أن رسول الله- عليه السلام - لما أقبل على الناس فقال : "أصدق ذو اليدين ؟ قالوا : نعم " وقد كان يمكنهم أن يومئوا إليه بذلك ، فيعلمه منهم ، فقد كلموه بما كلموه به مع علمهم أنهم في الصلاة ، فلم ينكر ذلك عليهم ، ولم يأمرهم بالإعادة ، فدل ذلك أن ما ذكرنا مما في حديث ذي اليدين ، كان قبل نسخ الكلام .

                                                التالي السابق


                                                ش: أشار به إلى جواب آخر عما قاله القائل بحديث ذي اليدين ، بيانه : أنه - عليه السلام - لما أقبل على الناس بعد أن قال له ذو اليدين ما قاله ، فقال : "أصدق ذو اليدين ؟ [ ص: 69 ] فقالوا : نعم " . فتكلموا صريحا ، "وقد كان يمكنهم أن يومئوا " أي : أن يشيروا برأسهم "إليه " أي : إلى النبي - عليه السلام - "فيعلمه منهم " أي : فيعلم النبي - عليه السلام - ما سأله "منهم " أي : من الصحابة ، ومع هذا هم كلموا النبي - عليه السلام - بالذي كلموه به مع علمهم أنهم في الصلاة ولم يخرجوا منها بعد ، "فلم ينكر " النبي - عليه السلام - "ذلك " أي : كلامهم بقولهم : "نعم " ، ولم يأمرهم بإعادة صلاتهم ، فدل ذلك كله أن ما ذكر في حديث ذي اليدين كان حين كان الكلام مباحا ، وأن الكلام ما حرم فيها إلا بعده ، فحينئذ يكون حديث ذي اليدين منسوخا .




                                                الخدمات العلمية