الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2742 2743 2744 2745 2746 2747 2748 ص: حدثنا يونس ، قال : ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه قال : " رأيت رسول الله - عليه السلام - وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة " .

                                                حدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن سالم أن : " عبد الله بن عمر كان يمشي أمام الجنازة ، قال : وكان رسول الله - عليه السلام - يفعل ذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان - رضي الله عنهم - " .

                                                حدثنا محمد بن عزيز الأيلي ، قال : ثنا سلامة ، عن عقيل ، قال : حدثني ابن شهاب ، أن سالما أخبره . . . ثم ذكر مثله .

                                                حدثنا نصر بن مرزوق ، وابن أبي داود ، قالا : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، قال : حدثني عقيل . . . ثم ذكر مثله .

                                                حدثنا ربيع الجيزي ، قال : ثنا سعيد بن عفير ، قال : حدثني يحيى بن أيوب ، قال : ثنا عقيل ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن ابن عمر : " أنه كان يمشي أمام الجنازة ، وأن رسول الله - عليه السلام - كان يمشي بين يدي الجنازة ، وأبو بكر وعمر وعثمان ، وكذلك السنة في اتباع الجنازة " .

                                                حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا القعنبي ، قال : ثنا مالك (ح)

                                                وحدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، أن مالكا أخبره ، عن ابن شهاب قال : " كان رسول الله - عليه السلام - يمشي أمام الجنازة وابن عمر والخلفاء ، هلم جرا " .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه سبع طرق صحاح :

                                                الأول رجاله رجال الصحيح : عن يونس بن عبد الأعلى ، عن سفيان بن عيينة ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن سالم ، عن أبيه عبد الله بن عمر . . . إلى آخره . [ ص: 240 ] وأخرجه الأربعة .

                                                فأبو داود : عن القعنبي ، عن سفيان بن عيينة . . . إلى آخره .

                                                والترمذي : عن قتيبة وأحمد بن منيع وإسحاق بن منصور ومحمود بن غيلان ، أربعتهم عن سفيان بن عيينة . . . . إلى آخره .

                                                والنسائي : عن إسحاق بن إبراهيم وعلي بن حجر وقتيبة ، عن سفيان . . . . إلى آخره .

                                                وابن ماجه : عن علي بن محمد وهشام بن عمار وسهل بن أبي سهل ، قالوا : ثنا سفيان . . . . إلى آخره نحوه .

                                                قوله : "أمام الجنازة " أي قدامها .

                                                الثاني : أيضا رجاله رجال الصحيح ، ويونس الثاني هو ابن يزيد الأيلي .

                                                وأخرجه أحمد في مسنده : عن حجاج ، عن ابن جريج ، عن زياد بن سعد ، عن الزهري ، عن سالم ، عن عبد الله بن عمر : "أنه كان يمشي بين يدي الجنازة ، وقد كان رسول الله - عليه السلام - وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمامها " .

                                                الثالث : عن محمد بن عزيز الأيلي شيخ النسائي وابن ماجه ، عن سلامة بن روح بن خالد الأيلي ، عن عقيل -بضم العين- بن خالد الأيلي ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر . . . إلى آخره .

                                                وأخرجه الطبراني نحوه ، من حديث زياد ، عن الزهري . [ ص: 241 ] الرابع : عن نصر بن مرزوق وإبراهيم بن أبي داود البرلسي ، كلاهما عن عبد الله بن صالح كاتب الليث ، عن الليث بن سعد ، عن عقيل بن خالد ، عن الزهري .

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده " : ثنا حجاج ، ثنا ليث ، حدثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، أن سالم بن عبد الله بن عمر أخبره ، أن عبد الله بن عمر كان يمشي بين يدي الجنازة ، وأن رسول الله - عليه السلام - كان يمشي بين يديها ، وأبو بكر وعمر وعثمان

                                                - رضي الله عنهم -
                                                .

                                                الخامس : عن ربيع بن سليمان الجيزي شيخ أبي داود والنسائي ، عن سعيد بن كثير بن عفير المصري ، عن يحيى بن أيوب الغافقي المصري ، عن عقيل بن خالد الأيلي ، عن الزهري . . . . إلى آخره .

                                                وأخرجه ابن حبان في "صحيحه " : من حديث شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، عن سالم نحوه ، وقال في آخره : "قال الزهري : وكذلك السنة " .

                                                قلت : هذا يوضح أن قوله : "وكذلك السنة في اتباع الجنائز " في رواية الطحاوي من كلام الزهري أيضا .

                                                السادس : عن إبراهيم بن مرزوق ، عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي شيخ البخاري وأبي داود ، عن مالك ، عن الزهري .

                                                وهذا معضل منقطع .

                                                السابع : عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن الزهري .

                                                وهذا أيضا كذلك .

                                                وأخرجه كذلك مالك في "موطأه " : عن ابن شهاب : "أن [ ص: 242 ] رسول الله - عليه السلام - وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة ، والخلفاء ، هلم جرا ، وعبد الله بن عمر " .

                                                قال ابن عبد البر : هكذا هذا الحديث في "الموطأ " مرسل عند الرواة عن مالك للموطأ ، وقد وصله قوم عن مالك ، منهم يحيى بن صالح الوحاظي ، وعبد الله بن عون الخزاز وحاتم بن سالم القزاز .

                                                وقال أبو عمر : الصحيح فيه عن مالك الإرسال ، ولكنه قد وصله جماعة ثقات من أصحاب ابن شهاب ، منهم : ابن عيينة ومعمر ويحيى بن سعيد وموسى بن عقبة وابن أخي ابن شهاب وزياد بن سعد ، وعباس بن [الحسن] الجزري على اختلاف عن بعضهم .

                                                وقال الخليلي : أسنده يحيى بن صالح الوحاظي ، عن مالك ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، أن النبي - عليه السلام - . وهو وإن كان ثقة فلا يتابع على هذا الحديث .

                                                قوله : "هلم جرا " هو نصب على الحال عند البصريين أي هلم جارين ، وعلى المصدر عند الكوفيين ; لأن في هلم معنى جروا جرا ، وهلم مركبة من "ها " و"لم " من لممت الشيء إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض ، ويستوي فيه الواحد والتثنية والجمع ، والمذكر والمؤنث ، تقول : هلم يا رجل ، وهلم يا رجلان ، وهلم يا رجال ، وهلم يا امرأة ، وهلم يا امرأتان ، وهلم يا نساء ، وأما بنوا تميم فإنهم يصرفونها ، ويقولون للواحد : هلم وللمثنى هلما وللجمع هلموا ، وللواحدة هلمي ، وللمثناة هلما ، وللجمع هلمن ، والأول أفصح ويكون لازما إذا كان معناه تعال كما في قوله تعالى : والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ويكون متعديا إذا كان [ ص: 243 ] معناه هات كما في قوله تعالى : قل هلم شهداءكم الذين وتدخل فيه نون التأكيد تقول : هلمن هلمان هلمن هلمن ، هلمان هلمنان .



                                                الخدمات العلمية