الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2874 2875 2876 ص: فهؤلاء أصحاب رسول الله - عليه السلام - المذكورون في هذه الآثار كانوا يكبرون في صلاتهم على جنائزهم أربع تكبيرات ، ثم لا ينكر ذلك عليهم غيرهم ؟ فدل ذلك أن ذلك هو حكم التكبير في الصلاة على الجنائز ، وأن ما زاد على التكبيرات الأربع فإنما كان لمعنى خاص خص به بعض الموتى ممن ذكرنا من أهل بدر على سائر الناس ; فثبت بما ذكرنا أن التكبير على الجنازة أربع على الناس جميعا من بعد أهل بدر إلى يوم القيامة ، وكان مذهب أبي حنيفة ، وسفيان ، وأبي يوسف ، ومحمد رحمهم الله في التكبير على الجنازة أيضا بما ذكرنا ، وقد روي ذلك أيضا عن محمد بن الحنفية .

                                                حدثنا صالح ، قال : ثنا سعيد ، قال : ثنا هشيم ، قال : أنا أبو حمزة عمران بن أبي عطاء ، قال : "شهدت وفاة ابن عباس بالطائف ، فوليه محمد بن الحنفية ، فصلى عليه فكبر أربعا " . [ ص: 376 ] حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا سفيان ، عن عمران بن أبي عطاء ، قال : " صليت خلف ابن الحنفية على ابن عباس ، فكبر عليه أربعا " . والله أعلم .

                                                التالي السابق


                                                ش: أشار بهؤلاء إلى من روي عنهم من الصحابة فهم تسعة أنفس كما ذكرنا ، وأشار بهذا الكلام إلى أن الإجماع من الصحابة قد انعقد على أربع تكبيرات بعد البدريين إلى يوم القيامة .

                                                قوله : "وقد روي ذلك أيضا " أي كون التكبيرات أربعا "عن محمد بن الحنفية " وهو محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية واسمها خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة وكانت من سبي اليمامة، سباهم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ، روى له الجماعة .

                                                وأخرج أثره من طريقين صحيحين :

                                                الأول : عن صالح بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن منصور الخراساني ، عن هشيم بن بشير ، عن أبي حمزة -بالحاء المهملة والزاي المعجمة- عمران بن أبي عطاء القصاب الواسطي ، وثقه يحيى ، ولينه أبو زرعة ، وذكره ابن حبان في "الثقات " ، وروى له مسلم .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه " : ثنا هشيم ، عن عمران بن أبي عطاء قال : "شهدت وفاة ابن عباس ، فوليه ابن الحنفية ، فكبر عليه أربعا " .

                                                قلت : كانت وفاة ابن عباس في سنة ثمان وستين من الهجرة بالطائف ، وكان عمره يوم مات إحدى وسبعين سنة .

                                                الثاني : عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الكوفي ، عن سفيان الثوري ، عن عمران بن أبي عطاء .




                                                الخدمات العلمية