الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                156 ص: قال أبو جعفر: : وليس في هذا الحديث عندنا دليل أن فرض الرجلين هو المسح; لأن فيه أنه قد مسح وجهه، وكأن ذلك المسح هو غسل فكذلك يحتمل أن يكون مسحه لرجليه كذلك.

                                                التالي السابق


                                                ش: أشار بهذا إلى أن احتجاج من يذهب إلى أن وظيفة الرجلين المسح بهذا الحديث غير صحيح; لأنه ليس فيه ذلك على [الإطلاق] ألا ترى أنه قال فيه: "فمسح بوجهه" ولم يكن ذلك إلا غسلا; لأنهم قائلون أيضا أن الوجه لا يمسح، ولا اليدين، فكذلك يكون معنى المسح في الرجلين الغسل.

                                                فإن قيل: سلمنا أن المراد بالمسح الغسل في الوجه واليدين، ولكن لا نسلم ذلك في الرجلين، فإن قوله: "ومسح برأسه ورجليه" قرينة تدل على أن المراد من المسح في الرجلين هو خلاف الغسل بقرينة ذكر الرأس; لأن وظيفتها المسح بالإجماع، ويدل عليه أيضا ما روي عن عكرمة : "غسلتان ومسحتان" وأراد بالغسلتين غسل الوجه، وغسل اليدين، وأراد بالمسحتين مسح الرأس، ومسح الرجلين.

                                                قلت: ولئن سلمنا ذلك فهذا كان في وضوء متطوع به، لا في وضوء واجب عليه من الحدث الذي يوجب الوضوء، وذلك لقوله - رضي الله عنه -: "وهذا وضوء من لم [ ص: 307 ] يحدث".

                                                وقال البيهقي : وفي هذا الحديث دلالة على أن الحديث الذي روي عن النبي - عليه السلام - في المسح على الرجلين -إن صح- فإنما عنى به وهو طاهر غير محدث إلا أن بعض الرواة اختصر الحديث فلم ينقل قوله: "هذا وضوء من لم يحدث".




                                                الخدمات العلمية