الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3026 ص: حدثنا أبو بشر الرقي ، قال : ثنا أيوب بن سويد ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثني ربيعة بن يزيد ، عن أبي كبشة السلولي ، قال : حدثني سهل بن الحنظلية ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من سأل الناس عن ظهر غنى فإنما يستكثر من جمر جهنم قلت : يا رسول الله وما ظهر غنى ؟ قال : أن يعلم أن عند أهله ما يغديهم أو ما يعشيهم " .

                                                التالي السابق


                                                ش: أبو بشر عبد الملك بن مروان الرقي ، وأيوب بن سويد أبو مسعود الحميري السيباني -بفتح السين المهملة وبعد الياء آخر الحروف باء موحدة - فيه مقال ; فقال أحمد : ضعيف . وقال يحيى : ليس بشيء يسرق الأحاديث . وقال النسائي : ليس بثقة . روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه .

                                                [ ص: 49 ] وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الشامي ، روى له الجماعة .

                                                وربيعة بن يزيد الدمشقي أبو شعيب الإيادي روى له الجماعة .

                                                وأبو كبشة السلولي الشامي قال العجلي : شامي تابعي ثقة . وقال أبو حاتم : لا أعلم أنه يسمى ، وروى له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي .

                                                وسهل بن الحنظلية هو سهل بن عمرو ، والحنظلية أمه ، وقيل : أم أبيه ، وقيل أم جده ، واسمها أم إياس بنت أبان بن دارم ، وكان سهل شهد المشاهد كلها مع رسول الله - عليه السلام - ما خلا بدرا .

                                                وأخرجه أبو داود مطولا : ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ، نا مسكين ، نا محمد بن المهاجر ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي كبشة السلولي ، ثنا سهل بن الحنظلية قال : "قدم على رسول الله - عليه السلام - عيينة بن حصن والأقرع بن حابس فسألاه ، فأمر لهما بما سألاه ، فأمر معاوية فكتب لهما بما سألاه ، فأما الأقرع فأخذ كتابه فلفه في عمامته وانطلق ، وأما عيينة فأخذ كتابه وأتى النبي - عليه السلام - ، فقال : يا محمد أتراني حاملا إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه كصحيفة المتلبس ؟ ! فأخبر معاوية بقوله رسول الله - عليه السلام - ، فقال رسول الله - عليه السلام - : من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار - وقال النفيلي في موضع آخر : من جمر جهنم - فقالوا : يا رسول الله وما يغنيه- وقال النفيلي في موضع آخر : وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة ؟ - قال : قدر ما يغديه ويعشيه- وقال النفيلي في موضع آخر : أن يكون له شبع يوم وليلة أو ليلة ويوم " انتهى .

                                                واختلف الناس في تأويل قوله : "ما يغديهم أو يعشيهم " فقال بعضهم : من وجد غداء يوم وعشاءه لم تحل له المسألة ; على ظاهر الحديث .

                                                قلت : قال أصحابنا : ومن له قوت يوم فسؤاله حرام ، وقال بعضهم : إنما هو فيمن وجد غداء وعشاء على دائم الأوقات ، فإذا كان عنده ما يكفيه لقوته المدة الطويلة حرمت عليه المسألة .

                                                [ ص: 50 ] وقيل : هذا منسوخ بما تقدم من الأحاديث والغداء والعشاء تحرم سؤال اليوم ، والأوقية يحرم مقدار ما يسد من المسافر للسائل ، ويجوز لصاحب الغداء والعشاء أن يسأل الجبة والكساء ، ويجوز لصاحب الأوقية والخمسين درهما أن يسأل ما يحتاج إليه من الزيادة على ذلك والله أعلم .

                                                وقال ابن حزم في "المحلى " : وهذا الحديث لا شيء ; لأن أبا كبشة السلولي مجهول .




                                                الخدمات العلمية