الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3262 ص: وخالفهم في ذلك آخرون ، فقالوا : لا بأس بصوم يوم عرفة .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي : خالف القوم المذكورين جماعة آخرون ، وأراد بهم : جمهور الفقهاء والمحدثين من التابعين ومن بعدهم منهم : مسروق وإبراهيم النخعي والثوري والأوزاعي وأبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وأبو يوسف ومحمد رحمهم الله ; فإنهم قالوا : لا بأس بصوم يوم عرفة ، والأفضل لغير الحاج صومه ، وأما الحاج فالفطر أفضل له ، وقال القاضي : وفطر يوم عرفة مستحب للحاج عند جماعة من العلماء ، وهو قول مالك والشافعي والكوفيين وجماعة من السلف ; ليتقووا بذلك على ما هم بسبيله من الوقوف والدعاء والسعي من عمل الحج .

                                                وروي عن جماعة من السلف اختيار صومه والترغيب فيه ، وجاءت فيه آثار قد ذكرها مسلم وغيره ، ويجمع بينهما أن الأفضل لسائر الناس غير الحاج صومها للآثار الواردة في ذلك ، والأفضل للحاج فطرها لاختيار النبي - عليه السلام - ذلك لنفسه ، وسنته ذلك لمن بعده .




                                                الخدمات العلمية