الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4127 4128 4129 ص: حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال: ثنا الحجاج الصواف ، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن عكرمة ، عن الحجاج بن عمرو الأنصاري ، قال: سمعت النبي -عليه السلام- يقول: " من عرج أو كسر فقد حل ، وعليه حجة أخرى، قال: فحدثت بذلك ابن عباس ، وأبا هريرة -رضي الله عنهم- فقالا صدق".

                                                حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا أبو عاصم ، عن الحجاج الصواف ... ، فذكر بإسناده مثله، غير أنه لم يذكر ذكر عكرمة ذلك لابن عباس ، وأبي هريرة.

                                                حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا يحيى [بن] صالح الوحاظي ، قال: ثنا معاوية بن سلام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عكرمة ، قال: قال عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، أنه قال: سألت الحجاج بن عمرو ، عمن حبس وهو محرم، ، فقال: قال رسول الله -عليه السلام- ... فذكر مثله "فحدثت بذلك ابن عباس وأبا هريرة، فقالا: صدق".

                                                [ ص: 207 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 207 ] ش: هذه ثلاث طرق صحاح:

                                                الأول: عن محمد بن خزيمة بن راشد ، عن محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري شيخ البخاري ، عن الحجاج بن أبي عثمان الصواف أبي الصلت الكندي البصري، واسم أبي عثمان ميسرة، قال أحمد: ثقة شيخ. روى له الجماعة.

                                                عن يحيى بن أبي كثير روى له الجماعة، عن عكرمة مولى ابن عباس روى له الجماعة مسلم مقرونا بغيره، عن الحجاج بن عمرو بن غزية الأنصاري الخزرجي .

                                                وأخرجه الترمذي: نا إسحاق بن منصور، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا حجاج الصواف، قال: ثنا يحيى بن كثير ، عن عكرمة، قال: حدثني الحجاج بن عمرو قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "من كسر أو عرج فقد حل، وعليه حجة أخرى، فذكرت ذلك لأبي هريرة وابن عباس فقالا: صدق".

                                                ونا إسحاق بن منصور، قال: أنا محمد بن عبد الأنصاري ، عن الحجاج ... مثله، وقال: سمعت رسول الله -عليه السلام- يقول، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.

                                                الثاني: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، عن الحجاج الصواف ، عن يحيى بن أبي كثير ... إلى آخره.

                                                وأخرجه أبو داود: نا مسدد، قال: نا يحيى ، عن حجاج الصواف، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن عكرمة، قال: سمعت الحجاج بن عمرو الأنصاري، قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "من كسر أو عرج فقد حل وعليه الحج من قابل".

                                                [ ص: 208 ] والنسائي: أخبرني حميد بن مسعدة البصري، ثنا سفيان وهو ابن حبيب ، عن الحجاج الصواف ... إلى آخره، نحوه.

                                                وابن ماجه: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن سعيد ، وابن علية ، عن حجاج بن أبي عثمان ... إلى آخره نحوه.

                                                الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن يحيى بن صالح الوحاظي شيخ البخاري ، عن معاوية بن سلام بن أبي سلام الحبشي الأسود ، عن يحيى بن أبي كثير ... إلى آخره.

                                                وأخرجه الترمذي: نا عبد بن حميد، نا عبد الرزاق، قال: أنا معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن رافع ، عن الحجاج بن عمرو ، عن النبي -عليه السلام- نحوه.

                                                قوله: "عرج" بفتح الراء يعرج من باب: نصر ينصر، إذا أصابه شيء في رجله فعرج ومشى مشية العرجان، وليس بخلقة، فإذا كان ذلك خلقه يقال: "عرج" بكسر الراء، وقال ابن الأثير: عرج يعرج عرجانا إذا غمز من شيء أصابه، وعرج يعرج إذا صار أعرج وكان خلقة فيه.

                                                قلت: الأول من باب نصر ينصر، والثاني: من باب علم يعلم.

                                                قوله: "فقد حل" معناه جاز له أن يحل كما يقال: حلت المرأة للزوج يعني جاز لها أن تتزوج، وليس المعنى وقوع الإحلال بنفس عروض هذه الأشياء.

                                                قوله: "وعليه حجة أخرى" أي من قابل.




                                                الخدمات العلمية