الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4131 ص: فلما كان هذا الحديث قد احتمل ما ذكرنا، وجاء عن رسول الله -عليه السلام- في حديث عروة عن المسور ما قد وصفنا، قد ثبت بذلك هذا التأويل، وقد بين الله -عز وجل- ذلك في كتابه بقوله -عز وجل-: فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فلما أمر الله -عز وجل- المحصر أن لا يحلق رأسه حتى يبلغ الهدي محله؛ علم بذلك أنه لا يحل المحصر من إحرامه إلا في وقت ما يحل له حلق رأسه، فهذا قد دل عليه قول الله تعالى، ثم فعل رسول الله -عليه السلام- زمن الحديبية. .

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد به حديث الحجاج بن عمرو، والواو في "وجاء" للحال.

                                                قوله: "وقد بين الله -عز وجل- ذلك" أي التأويل الذي ذكرناه، بيانه: أن الله أمر المحصر أن لا يحلق رأسه حتى يبلغ الهدي محله؛ فاقتضى ذلك أن لا يحل المحصر من إحرامه إلا في الوقت الذي يحل له حلق رأسه، وحلق رأسه لا يكون إلا بعد نحر الهدي. قوله: "ثم فعل الرسول -عليه السلام-" أي ثم بين التأويل المذكور فعل الرسول -عليه السلام- زمن الحديبية، فإنه لم يحل حتى نحر ثم حلق، فدل ذلك أيضا على أن معنى قوله -عليه السلام- في حديث الحجاج: "فقد حل" أي حل له أن يحل، لا أنه حل بمجرد الإحصار.




                                                الخدمات العلمية