الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4213 ص: حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا معلى بن أسد ، قال: ثنا أبو عوانة ، عن مغيرة ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة قالت: " تزوج رسول الله -عليه السلام- بعض نسائه وهو محرم". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح على شرط الشيخين لأن الكل من رجالهما ما خلا ابن خزيمة ، وأبو عوانة وهو الوضاح اليشكري ، ومغيرة هو ابن مقسم الضبي ، وأبو الضحى هو مسلم بن صبيح الكوفي العطار ، ومسروق هو ابن الأجدع، وروى لهم الأربعة أيضا.

                                                وأخرجه ابن حبان في "صحيحه": أنا الحسن بن سفيان، قال: نا إبراهيم بن [ ص: 320 ] الحجاج، قال: نا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة قالت: "تزوج رسول الله -عليه السلام- بعض نسائه وهو محرم، واحتجم وهو محرم".

                                                وأخرجه البيهقي أيضا: من حديث علي بن عبد العزيز، ثنا معلى بن أسد، ثنا أبو عوانة ، عن مغيرة ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة: "تزوج رسول الله -عليه السلام- بعض نسائه وهو محرم، واحتجم وهو محرم".

                                                فإن قيل: قد قال البيهقي: ويروى عن مسدد ، عن أبي عوانة ، عن مغيرة فقال: عن إبراهيم بدل أبي الضحى، قال أبو علي النيسابوري: كلاهما خطأ، والمحفوظ: عن مغيرة وعن شباك ، عن أبي الضحى ، عن مسروق مرسلا عن النبي -عليه السلام- كذا رواه جرير ، عن مغيرة .

                                                قلت: لا نسلم أنه خطأ بل هو محفوظ، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" كما ذكرنا، وقال الطحاوي: روي عن عائشة ما يوافق ابن عباس، روى ذلك عنها من لا يطعن أحد فيه، ثم ذكر السند المذكور، ثم قال: وكل هؤلاء أئمة يحتج بروايتهم، على ما يجيء عن قريب، وقال في "مشكل الحديث": ثم اعلم أن رواية أبي عوانة عن مغيرة مسندا أولى من رواية جرير بن عبد الحميد عنه مرسلا لوجهين:

                                                الأول: أن أبا عوانة أجل من جرير، قال أبو حاتم: أبو عوانة أحب إلي من جرير بن عبد الحميد .

                                                والثاني: أن أبا عوانة زاد الإسناد، وزيادة الثقة مقبولة.

                                                ويعضد هذا أيضا ما رواه أبو عاصم ، عن عثمان بن الأسود ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة: "أن النبي -عليه السلام- تزوج وهو محرم".

                                                أخرجه البيهقي: ثم قال: ذكر عائشة فيه وهم، وإنما يروى عن ابن أبي مليكة مرسلا، وقد رواه الفلاس ، عن أبي عاصم مرسلا.




                                                الخدمات العلمية