الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4215 4216 4217 4218 ص: فقال لهم أهل المقالة الأولى ومن تابعكم إن رسول الله -عليه السلام- تزوج ميمونة وهو محرم؟ وهذا أبو رافع وميمونة يذكران أن ذلك كان منه وهو حلال، فذكروا ما حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا حبان بن هلال ، قال: ثنا حماد بن زيد ، عن مطر ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن سليمان بن يسار ، عن أبي رافع: " أن النبي -عليه السلام- تزوج ميمونة حلالا، وبنى بها حلالا، وكنت الرسول بينهما". .

                                                حدثنا ربيع المؤذن ، وربيع الجيزي، قالا: ثنا أسد (ح).

                                                وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا حجاج، قالا: ثنا حماد بن سلمة ، عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون بن مهران ، عن يزيد بن الأصم ، عن ميمونة بنت الحارث [قالت]: "تزوجني رسول الله -عليه السلام- بسرف ، ونحن حلالان بعد أن رجع من مكة" . ولم يقل ابن خزيمة: " : بعد أن رجع من مكة" .

                                                [ ص: 322 ] حدثنا يونس ، قال: أنا ابن وهب ، قال: حدثني جرير بن حازم ، أنه سمع أبا فزارة يحدث، عن يزيد بن الأصم ، قال: "أخبرتني ميمونة أن النبي -عليه السلام- تزوجها حلالا". .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي فقال أهل المقالة الأولى لأهل المقالة الثانية وهذا اعتراض منهم عليهم في احتجاجهم بأحاديث ابن عباس وعائشة وأبي هريرة: "إن رسول الله -عليه السلام- تزوج ميمونة وهو محرم" تقريره أن يقال: من يتابعكم على دعواكم هذه؟ وقد أخبر أبو رافع الذي كان سفيرا بين النبي -عليه السلام- وبين ميمونة أنه -عليه السلام- تزوجها وهو حلال، وكذلك أخبرت ميمونة صاحبة القضية أنها تزوجها رسول الله -عليه السلام- وهما حلالان، فهذا أولى من غيره؛ لأن صاحبة القضية ومن يمشي فيها أدرى بحال القضية من غيره.

                                                أما حديث أبي رافع فأخرجه: عن ابن مرزوق ، عن حبان -بفتح الحاء وتشديد الباء الموحدة- بن هلال ، عن حماد بن زيد ، عن مطر الوراق ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن سليمان بن يسار ، عن أبي رافع مولى النبي -عليه السلام- واسمه إبراهيم، وقيل: غير ذلك.

                                                وأخرجه الترمذي: ثنا قتيبة، قال: ثنا حماد بن زيد ، عن مطر الوراق ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن سليمان بن يسار ، عن أبي رافع قال: "تزوج رسول الله -عليه السلام- ميمونة وهو حلال، وبنى بها وهو حلال، وكنت أنا الرسول فيما بينهما". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، ولا نعلم أحدا أسنده غير حماد بن زيد ، عن مطر الوراق ، عن ربيعة، وروى مالك بن أنس ، عن ربيعة ، عن سليمان بن يسار: "أن النبي -عليه السلام- تزوج ميمونة وهو حلال". رواه مالك مرسلا.

                                                وقال: ورواه أيضا سليمان بن بلال ، عن ربيعة مرسلا.

                                                [ ص: 323 ] وأما حديث ميمونة فأخرجه من ثلاث طرق:

                                                الأول: عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي ، وربيع بن سليمان الجيزي الأعرج، كلاهما عن أسد بن موسى ، عن حماد بن سلمة ، عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون بن مهران ... إلى آخره.

                                                وأخرجه أبو داود: نا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا حماد ، عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون بن مهران ، عن يزيد بن الأصم ابن أخت ميمونة ، عن ميمونة قالت: "تزوجني رسول الله -عليه السلام- ونحن حلالان بسرف".

                                                الثاني: عن محمد بن خزيمة ، عن حجاج بن منهال شيخ البخاري ، عن حماد بن سلمة ... إلى آخره.

                                                وأخرجه البيهقي: من حديث حماد بن سلمة نحوه.

                                                الثالث: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن أبي فزارة راشد بن كيسان العبسي الكوفي ، عن يزيد بن الأصم ، عن ميمونة.

                                                وأخرجه مسلم: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: نا جرير بن حازم، قال: ثنا أبو فزارة ، عن يزيد بن الأصم، قال: حدثتني ميمونة بنت الحارث: "أن رسول الله -عليه السلام- تزوجها وهو حلال، قال: وكانت خالتي وخالة ابن عباس".

                                                وأخرجه الترمذي: نا إسحاق بن منصور، قال: أنا وهب بن جرير، قال: نا أبي، قال: سمعت أبا فزارة يحدث، عن يزيد بن الأصم ، عن ميمونة: "أن رسول الله -عليه السلام- تزوجها وهو حلال، وبنى بها حلالا، وماتت بسرف ودفنها في

                                                [ ص: 324 ] الظلة التي بنى بها فيها".
                                                قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلا: "أن النبي -عليه السلام- تزوج ميمونة وهو حلال".




                                                الخدمات العلمية