الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4367 4368 4369 4370 ص: ثم قد روي عن جابر -رضي الله عنه- في إباحة العزل أيضا ما قد حدثنا أحمد بن داود ، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: ثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن أبيه ، عن أبي الزبير ، عن جابر -رضي الله عنه-: " أن رسول الله -عليه السلام- أذن له في العزل". .

                                                حدثنا يونس ، قال: أنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن جابر قال: "كنا نعزل والقرآن ينزل".

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو داود ، قال: ثنا شعبة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله ، قال: " كنا نعزل والقرآن ينزل" . قال شعبة: : فقلت لعمرو: : سمعت هذا من جابر؟ ؟ فقال: لا.

                                                [ ص: 408 ] حدثنا أبو بكرة وابن مرزوق ، قالا: ثنا أبو داود ، قال: ثنا هشام ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال: "كنا نعزل على عهد رسول الله -عليه السلام- ولا ينهانا عن ذلك".

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه أربع طرق صحاح:

                                                الأول: إسناده على شرط مسلم .

                                                وأبو بكر بن أبي شيبة اسمه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، وهو شيخ البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجه .

                                                وحميد بن عبد الرحمن روى له الجماعة، وأبوه عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي الكوفي، روى له مسلم وأبو داود والنسائي، ونسبته إلى رؤاس -بضم الراء بعدها همزة- بن كلاب من هوازن .

                                                وأبو الزبير هو محمد بن مسلم المكي، من رجال مسلم .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه".

                                                الثاني: على شرط الشيخين، ورجاله كلهم رجال الصحيح، وسفيان هو ابن عيينة .

                                                وأخرجه البخاري: ثنا علي بن عبد الله، نا سفيان، قال عمرو: أخبرني عطاء سمع جابرا قال: "كنا نعزل والقرآن ينزل".

                                                وأراد بقوله: "والقرآن ينزل" أن العزل لو كان ممنوعا لبينه -عليه السلام-؛ لأن وقت نزول القرآن كان وقت بيان الحلال والحرام، وما يجوز فعله وما لا يجوز، وقد علم أن قول الصحابي: "كنا نفعل" ونحوه من الأمور المشروعة من جهة النبي -عليه السلام-.

                                                وقال الخطيب: قول الصحابي: "كنا نفعل كذا" و"نقول كذا" متى أضيف إلى زمن النبي -عليه السلام- على وجه كان يعلم به رسول الله -عليه السلام- فلا ينكره، وجب القضاء بكونه شرعا، وقام إقراره له مقام نطقه بالأمر به.

                                                [ ص: 409 ] الثالث: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن عمرو بن دينار ... إلى آخره.

                                                وأخرجه الطيالسي في "مسنده": وإنما قال عمرو بن دينار: "لا" حين سأله شعبة: أسمعت هذا من جابر؟ لأنه قد كان سمعه عن عطاء عن جابر، ولم يسمعه من جابر، وإن كان هو ممن سمع جابرا وروى عنه غير هذا. فافهم.

                                                الرابع: عن أبي بكرة أيضا وإبراهيم بن مرزوق، كلاهما عن أبي داود سليمان الطيالسي ، عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ، عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي ، عن جابر .

                                                وأخرجه مسلم: حدثني أبو غسان المسمعي، قال: ثنا معاذ -يعني ابن هشام- قال: حدثني أبي، عن أبي الزبير ، عن جابر قال: "كنا نعزل على عهد نبي الله -عليه السلام-، فبلغ ذلك نبي الله فلم ينهنا".




                                                الخدمات العلمية